المقدمة

يتميز هذا العصر بالتغيرات السريعة الناجمة عن التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات، لذا أصبح من الضروري مواكبة العملية التربوية لهذه التغيرات لمواجهة المشكلات التي قد تنجم عنها مثل الانفجار المعرفي و الانفجار السكاني. وقد أدت هذه التغيرات إلى ظهور مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يقودنا إلى نقل المقررات التقليدية إلى مقررات إلكترونية.

أن الاعتماد على التعليم الالكتروني يساهم بشكل فعال فى تطوير العملية التعلمية وتمكن الطالب من تلقي المادة العملية بشكل يتناسب مع قدراته وخبراته السابقة. ولا يقصد بان التعليم الالكتروني هو الاساس فى التطوير ولكنة وسيلة تساعد على التطوير والاستمار فيه. (عطوان، عطا ، و حمدي ،  2010، ص 11)

سأتناول في هذا البحث   استعراض بسيط للتعليم الإلكتروني تعريفاً مع ذكر مفاهيم ذات صلة بالتعلم الالكتروني وذكرا ًللمميزات والأهداف والفوائد والمتطلبات، ثم أبحث في المقررات الإلكترونية من حيث المفهوم والأنواع والمكونات ومراحل واسس التصميم ، واستعراض النماذج المستخدمة فى التصميم  التعليم الالكتروني وهذا الجانب يأخذ الحيز الأكبر من البحث.  

التعليم اللإلكتروني

تعدت الاراء والتعريفات التى تناولت مفهموم التعليم الالكتروني وإهمها ما يلي :

 "أسلوب تعلم يتم باستخدام المستحدثات التكنولوجية وتجهيز شبكات المعلومات عبر الانترنت معتمدا على الاتصالات المتعددة الاتجاهات وتقديم مادة تعليمية تهتم بالتفاعلات بين المتعلمين وهيئة التدريس والخبرات والبرمجيات فى اى وقت وبأي مكان . (عطوان، عطا ، و حمدي ،  2010، ص 11)"

" هو توسيع مفهوم عملية التعليم والتعلم لتتجاوز حدود جدران الفصول التقليدية والانطلاق لبيئة غنية متعددة المصادر، يكون لتقنيات التعليم التفاعلي من بعد دوراً أساسياً فيها بحيث تعاد صياغة دور كل من المعلم والمتعلم. (الراشد،  2003 ، ص 5،6)."

يمكن اختصار هذا التعريف:

 بأن التعليم الالكتروني هو " التعلم المبنى على التكنولوجيا" (عطوان، عطا ، و حمدي ،  2010، ص 11).

مفاهيم ذات صلة بالتعليم الالكتروني

التعلم

 هو عملية تلقي المعرفة والمهارات من خلال التعليم مما قد يؤدي الى تغير دائما فى السلوك ، وهذا التغير قابل للقياس بحيث يعيد توجيه الفرد ويعيد تشكيل بيئة تفكيره العقلية.

التعلم عن بعد

 هو توفير فرص التعليم لكل الراغبين والقدارين على ذلك دون حدود نهائية يقف عندها التعليم اوالتعلم ولا يكون فيها اتصال مباشر بين الطالب والمعلم ويتم باستخدام التقنيات الحديثة مثل الانترنت ، اشرطة الفيديو ، الهاتف ويكون فى أوقات واماكن تناسب جميع المشتاركين.

التدريب المباشر

سعى لتمنية المعلومات على نحو متبادل ومشترك عبر الانترنت للرفع مستوي أداء الطلاب. (عطوان، عطا ، و حمدي ، 2010، ص 11).

أهداف استخدام التعليم الالكتروني

ان كثير من الدول والمؤسسات الحكومية والخاصة لها دور كبير فى الاهتمام بالتعليم الالكتروني ، لجدواه الاقتصادية ولفاعليته وكفائته فى توفير المواد التعليمية والتدربية لمسئولى هذه المؤسسات مع تجاوز حدود قويد الزمان والمكان.لذلك يمكن من خلال التعليم الالكتروني فى المجتمع واعطاءه مفهموم اوسع للتعليم الالكتروني المستمر .

  • نشر مفهوم التعليم الالكتروني فى المجتمع واعطاء مفهموم أوسع للتعليم المستمر.
  • مساندة التطوير والتعليم الذاتى.
  • استفادة اكبر من الموارد وانظمة تقنية المعلومات.
  • امكانية تعويض النقص فى الكوارد الاكاديمية والتدربية فى بعض القطاعات التعليمية عن طريق الفصول الافتراضية.
  • تقديم الحقيبة التعليمية بصورتها الالكترونية للمدرس والطالب معا وسهولة تحديثها مركزيا من قبل ادارة تطوير المناهج. (عطوان، عطا ، و حمدي ،  2010، ص 12).
  • توفير بيئة تعليمية غنية ومتعددة المصدار تخدم العملية التعليمة بكافة محاورها.
  • إعادة صياغة الأدوار فى الطريقة التى تتم بها عملية التعليم والتعلم بما يتوافق مع مستجدات الفكر التربوي.
  • نمذجة التعليم وتقديمه فى صورة معيارية . فالدروس تقدم فى صورة نموذجية والممارسات التعليمية المتميزة يمكن أعادة تكرارها من أمثلة ذلك بنوك الاسئلة النموذجية ، خطط للدروس ، الاستغلال الامثل لتقنيات الصوت والصورة وما يتصل بها من وسائط متعددة.
  • تناقل الخبرات التربوية وجميع المهتمين بالشأن التربوي من المناقشة وتبادل الاراء والتجارب عبر موقع محدد يجمعهم جميعا فى غرفة افتراضية رغم بعد المسافات فى كثير من الأحيان . (الراشد،  2003 ، ص 6 ، 7)

مميزات التعليم الالكتروني

يعد التعليم الإلكتروني من أهم أنماط التعليم في الوقت الحاضر,فالتكنولوجيا لغة العصر,وتكنولوجيا التعليم أصبحت من الضروريات الأساسية لتطوير النظم التربوية والتعليمية,وتحسين الجوانب المختلفة للتعليم , والتعليم الإلكتروني يشمل مزايا التعليم عن بعد إلى جانب التكنولوجي في الاتصال المتزامن وغير المتزامن,مما يضيف كثيرا من المميزات للتعليم نلخصها في الآتي:

  • يستفيد من وسائط التعليم الحديثة التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فهي تقدم صورة وصوتا ونصا في آن واحد للدارسين في الوقت الذي لا يمكنهم تحقيق ذلك بوسائط أخرى, وخير مثال على ذلك المؤتمرات فيديو((Video Conference  والمؤتمرات بوساطة الحاسوب وبرامج وسائط العرض المتعددة Multimedia
  • توصيل المواد الدراسية والمعلومات بسرعة ودقة فائقة دون اعتبار للمكان والزمان.كما يمكن تخزين الرسائل والمواد العلمية إلى أن تصبح الجهة المستقبلة مستعدة لقراءتها كما هو الحال في الاتصالات غير المتزامنة.
  • يمثل معظمهما خطوط اتصالات ثنائية الاتجاه,وهذه الخاصية المهمة توفر علاقة تفاعلية بين الدارس والمعلم والمشرف الأكاديمي,وزملائه الطلبة وتتيح نوعا من الحوار الفكري في العملية التعليمية,ونجد البريد الإلكتروني ومؤتمرات الحاسب الآلي الذي يتيح للدارسين والمشرفين الأكاديميين تبادل المعلومات والاستفسارات فيما بينهم.
  • يوفر طرقا وأساليب جديدة للتعليم والتعلم كالمؤتمرات المرئية والمؤتمرات بوساطة الحاسوب, كما تعمل على تعزيز الاستفادة من شبكة الإنترنت وما تحتويه من معلومات ومصادر تعليمية آليات البحث.
  • يعمل على تحسين التعاون بين المعلمين مما يؤدي إلى تعاون تربوي أكثر فاعلية,كما يسهل التعاون ما بين الخبراء المحليين والأجانب,وخاصة على مستوى الدراسات العليا من داخل البلاد أو من خارجها.
  • يوفر التغذية الراجعة بين المعلم والدارسين,وبذلك تعزز فاعلية عملية التعليم والتعلم.كما أنها تمنح متسعا من الوقت للدارسين للتفكير والتأمل قبل الإجابة أو إعطاء رأي.
  • إن تدريس بعض المواد مثل الموسيقى والفن,وإجراء التجارب والعروض التوضيحية في العلوم والتكنولوجيا يتطلب وسائط غير مطبوعة,إذ لا يمكن تدريسها بطريقة فعالة تفي بالمطلوب دون استخدام الوسائط المسموعة والمرئية الحديثة التي يوفرها التعليم الإلكتروني.
  • يشجع على التعليم التعاوني والعمل الجماعي وعلى ربط جماعات الدارسين بعضهم ببعض وإن كانوا متباعدين في المسافات كما تدعم الندوات العامة وتبادل الآراء بين الأفراد وذوي الاهتمامات المشتركة.
  • يساهم في استثارة اهتمام المتعلمين ورغبتهم حيث يوفر بيئة تعليمية مليئة بالمعارف والخبرات المتنوعة ليأخذ كل متعلم منهم ما يثير اهتمامه.
  • يؤدي إلى تنمية قدرات التفكير العليا من خلال التفكير العلمي الخلاق في الوصول إلى حل المشكلات وترتيب الأفكار وتنظيمها.
  • يساعد على تحقيق هدف التربية الرامي إلى تنمية الاتجاهات الجديدة وتعديل السلوك.
  • يمنح الخصوصية في العملية التعليمية,حيث يختلف الأفراد من حيث قدراتهم الاستيعابية,ويتم التعلم بمعزل عن الآخرين ويمنح الفرصة للمحاولة والخطأ دون أي شعور بالحرج.
  • زيادة إمكانية التعاون الأكاديمي بين المتعلمين,وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في اتجاهات عدة مثل مجالس النقاش,البريد الإلكتروني وغرف الحوار,مما يزيد فلرص النقاش وتبادل وجهات النظر.
  • يساعد في التغلب على الخجل والتردد حيث إن أدوات الاتصال تتيح لكل متعلم فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج,وهذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للمتعلم للمناقشة والحوار.
  • يسهل الوصول إلى المعلم والمرشد الأكاديمي في أسرع وقت وأقل عناء حتى خارج أوقات العمل الرسمية,وذلك عن طريق البريد الإلكتروني.
  • تعدد طرق التدريس لتلائم الفروق الفردية حيث يمكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب المتعلمين فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية,ومنهم من تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة,فالتعليم الإلكتروني ومصادره يتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة.
  • تميز بناء المادة التعليمية بنمط التعليم الذاتي.
  • يوفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع لمنح مرونة وسلاسة في العملية التعليمية مما يتيح فرصة التعلم لأفراد المجتمع على الرغم من الظروف الخاصة والمسؤوليات الأسرية.
  • سهولة وتعدد طرق تقييم طور المتعلم في نظام التعليم الإلكتروني حيث وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات والأعمال الفصلية.
  • مكن من الاستفادة القصوى من المعلومات والأبحاث حيث منحت التكنولوجيا المتعلم إمكانية الوصول الفوري للمعلومة في المكان والزمان المناسبين له. (ميزات التعليم الإلكتروني، 2011)

متطلبات التعليم الالكتروني.

 هناك بعض المتطلبات التى تحفز وتشجع الطلاب على الاتجاه نحو التعليم الالكترونيو يحتاج التعلم الالكتروني الى بيئة تحتية شاملة ووسائل اتصال سريعة على مدار الساعة ومن اهم المتطلبات ما يلي:

المتطلبات التقنية

  • بيئة تحتية تكنولوجية.
  • خوادم متقدمة (Server).
  • برمجيات خاصة مثل ادارة التعلم LMS

المتطلبات البشرية

تعنى وجود خبراء متخصصين لتدريب المستخدمين " الطلاب والمحاضربن" على استخدام التقنيات الحديثة فى مجال التعليم الالكتروني.

مقرر يستخدم في تصميمه أنشطة ومواد تعليمية تعتمد على الحاسوب وهو محتوى غني بمكونات الوسائط المتعددة التفاعلية في صورة برمجيات معتمدة أو غير معتمدة على شبكة محلية أو شبكة الإنترنت . (الجرف، 2001)

تعرف الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير(2009) American Society for Training & Development المقرر الالكتروني بأنه أي نوع من المقررات التعليمية أو التربوية التي يتم نقلها باستخدام  برنامج حاسوبي أو عبر الإنترنت.

هناك فرق بين المقرر الالكتروني والكتاب الالكتروني وتعرف موسوعة علم المكتبات  والمعاومات الكتاب الالكتروني بانه " نص مشابه الكتاب المطبوع غير انه فى شكل قالب رقمي يتم عرضه على شاشة الحاسب الالى.

مراحل إنتاج المقرر الالكتروني

عند إنتاج المقرر الالكتروني يمر بمراحل يمكن تقسيمها الى المراحل التالية :

  • تصميم  . دراسة المتعلم  ، معرفة إمكانيات البيئة التعليمة.
  • التصميم . تحديد الاهداف والاستراتيجات واساليب التعليمية لتحديد تسلسل تقديم المادة التعليمية.
  • التطوير . تأليق المحتوي . جميع وانتاج الصور والفديو والتماريت التفاعلية والدراسة.
  • التطبيق . تركيب المحتوي على نظام إدارة التعلم .
  • التقويم . يتضمن التقويم التكوينى للمواد التعليمية .(عطوان، عطا ، و حمدي ،  2010، ص 15)


أنواع المقررات الإلكترونية

  • مقررات تحل محل الفصل التقليدي ومقررات مساند للفصل التقليدي. 
  • مقررات إلكترونية على الإنترنت ومقررات إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت.

بناء محتوى المقررات الإلكترونية

أمور أساسية قبل تصميم المحتوى:

هناك بعض الأشياء التي يجب أخذها في الحسبان عند تصميم المقررات وهي: 

  • ما فترة المقرر ( 14، 15، 16 ) أسبوع ؟ مع مراعاة زيادة الحصص إذا درس المقرر في أسابيع أقل, مثل: الفصل الصيفي.
  • ما الأهداف التي سوف يحققها ؟
  • ما التمرينات التي سوف تعطيها الطلاب عند نهاية الدرس ؟
  • هل المقرر متوافق مع البرمجيات ؟

عند تصميم المقرر يجب وضع هذه النقاط في الحسبان :

  • التسجيل الإلكتروني .
  • الإرشاد الإلكتروني .
  • التصفح الإلكتروني .
  • المتابعة والمراجعة الإلكترونية

وفي كل الأحوال يلزم إعطاء الحق لمخاطبة الطلاب،وعدم نسيان الحاجة إلى تواصل الدروس جميعها، وذلك من النواحي التالية : التسجيل ، والتقويم، والنصح، والمتابعة والمراجعة.

محتويات المقرر الإلكتروني

لتصميم مقرر يجب أن نبدأ ببناء عدد من الوثائق توضع في قاعات الدرس ومنها :

  • وثائق الرحيب والتقديم :  فيها اسم المعلم والمقرر بصورة مختصرة.
  • وثيقة تعريف بالمقرر:  فيها التعرف على موضوعات المقرر .
  • وثيقة أهداف المقرر : توضح المهارات المطلوبة لإتقان المقرر .
  • وثيقة النشاطات التعليمية : لها علاقة وطيدة بالأهداف وبالتحديد، ماذا يتوقع الطالب من النشاطات التعليمية؟ ويقترح حدوث ما يأتي:
  1. المشاركة في النقاش.
  2. الكتابة والتأليف. 
  3. المقالات.
  4. البحث في المواقع عن الموضوعات المطروحة.
  5. التعليم بالتفاعل مع الطلاب .
  • تقويم الوثائق يجب أن تعطى درجات معينة وثابتة لكل وثيقة :
  1. الاختبارات.
  2. النشاطات وأعمال السنة.
  3. المشاركة.
  • تصنيف الجدول الأسبوعي : وهذه يمكن وضعها مع الوثيقة الترحيبية.
  • قائمة بأسماء المواقع التي لها علاقة بموضوع الدرس. (المدونات )

تصميم المقررات الإلكترونية

يقدم التطوير التعليمي لمحتوي  البرنامج او المقرر الدراسي او التعليمي عملية أساسية وأطار منظم لتخطيط وتصميم وانتاج وتطبيق العملية التعليمية ،واعداد نظام الامداد او الاتاحة الخاصة به بطريقة منظمة مبنية على حاجات  الطلاب المعرفية و متطلبات محتوي المادة الدراسية ذاتها. (الهادي، 2007، ص 129)

ثمة اسئلة عديدة لابد من طرحها والوقوف عليها عند تصميم وتطوير المنهج او البرنامج المخصص للتعليم عن بعد وهذه الاسئلة هى :

  1. ما هو المحتوي الذي ينبغي تضمينه ، وما الذي ينبغي التخلى عنه؟
  2. كيف يتم تخطيط وتسلسل المادة.
  3. ما هى الوسائل التى ستستخدم لتنظيم الدفاعاتchunks  المختلفة من المادة الدراسية .
  4. ما هى استراتيجيات التدريس التى سوف تستخدم؟
  5. ما هو كم التفاعل الذي يتم بين الطلاب والمدرسين؟
  6. كيف يتم تقويم التعلم وما شكل التغذية الراجعية التى تعود على الطلاب؟
  7. ما هى طرق الانتاج التى تستخدم لابتكار المادة الدراسية (مور و كيرسلي، 2009، ص 153)

النقاط الأساسية لتطوير المقررات الإلكترونية

إن تطوير المقررات الإلكترونية لتستخدم من خلال الشبكة العالمية العنكبوتية  يزداد تعقيدا كل يوم. وتتعدد مجالاته بما يضيفه  المعلمون ومتخصصى تصميم المقررات. غير أنه يلاحظ أن معظم المقررات الإلكترونية  الآنية(on-line)   التى تضاف  تبنى على ما يتصوره المؤلفون حيث يطابق طريقة التعليم التقليدية حيث المواجهة المباشـرة بين العلم والطالب. غير أن الشبكة العنكبوتية تفتح إمكانات جديدة وحديثة للتعلم كما أن لها تحديدات وإمكاناتها الخاصة. وقد تناول ماكجريل هذا الموضوع وتوصل إلى عددٍ من  النقاط الأساسية يجب مراعاتها عند تطوير المقررات الإلكترونية.   وذلك بهدف إرساء قواعد معرفية للتعليم عن بعد والتعليم التقليدى ولتهـيئة كل منهما لبيئة تعمل آنيا . وكذلك تتعامل مع نقاط القوة والضعف لتطبيقات البرمجيات. ونأمل أن يجد مطورو المقررات هذه المبادىء- التى سنعرضها هنا بإيجاز- مفيدة وداعمة عند البدء فى تصميم هذه المقررات.

1. الاسـتفادة من خبرات السـابقين

فلا تعيد اختراع العجلة. فاستخدام المواد التعليمية   السابق إعدادها يكون عادة مفضلا عن إعداد شبيها لها مرة ثانية. فهناك هيكل كبير للمواد التعليمية ينمو باستمرار على الشبكة العنكبوتية. ومعظم هذه المواد يمكن الحصول عليها مجانا وبالتالى استغل ميزة هذه الفرصة. وفى معظم الأحوال يمكن استخدامها كما هى أو يمكن إجراء بعض التعديلات عليها. وبعض هذه المواد التعليمية  يمكن الحصول عليها مقابل ثمن مادى.  وعادة ما  يكون من الأرخص شراء هذه المواد عن تطويرها بنفسك. وهناك مواقع إلكترونية للحصول على المتطلبات والمواد التعليمية مثلMerlot, Careo, MIT’s Open Courseware Initiative, Java SIG, and Cooperative Learning Object Exchange.

2. تصميم المقرر على أساس ما هو متاح من مادة علمية

وهو منهج واقعى. يبدأ بما هو متاح ثم يطوره لاحقا وفقاً لما يتضح عند التطبيق. فيمكن للمعلمين أن يصمموا مقرراتهم  او أجزاء منها بناء على المادة العلمية والوسـائط التعليمية المتاحة  وبدون تقويض لهذه المناهج التى تعكس خبرات السـابقين. فمثلا يمكن لمدرسو برمجة الحاسب أن يستخدموا وطلابهم المقررات الآنية المتاحة مجانا على الشبكة مثل Java programming. فقد صمم كريستانين وأندرسون ثلاثة مقررات فى جامعة أثاباسكا باستخدام المواد التعليمية المتوفرة. ومقررات اللغة الإنجليزية والجغرافيا وغيرها تنتهج هذه الطريقة حيث يمكن الحصول على المواد التعليمية التى سبق نشرها بسهولة.

3. تجنب ظاهرة هذا غير مناسب لنا لأنه غير مطور هنا

متخصصو المناهج ومصممو المقررات والمعلمون دائما ما يجدون أخطاء فى أى مواد تعليمية للمقررات التى يقومون بتقويمها. فليس هناك مقرر بدون أخطاء. ولاتوجد عوامل تملى أن يكون حلا مطورا وضعه الآخرون هو الأفضل لنا. فالمواد المطورة أو المختارة من خلال شخص آخر عادة ماتقدر بأنها  أقل مكانة أو أقل مرتبة مما نريده نحن. ولكن الرجوع إلى المادة التعليمية لمقرر شخص آخر "جيد" يكون فى بعض الأحيان أفضل من الخوض فى تحمل تكاليف وبذل مجهود إعداد المادة  الموائمة والخاصة بنا. فالفيزياء  فى الجامعة الكندية لاتختلف عن الفيزياء فى الجامعات الإيطالية أو التركية. وقد نختار فى البداية أن نعدل مقررا معدا من قبل معهد آخر بالكامل: ولكنا فى العديد من الحالات  نجد أنه يكفى تعديل جزءmodule   فقط ليكون المقرر مناسـباً لنا. فالمواد  التعليمية المصممة خارجيا يمكن أن تكوّن أجزاء من مقررات. فهى تمثل طرق pathways  بديلة  لتوائم نماذج التعلم المختلفة بين الطلاب.  وتسهل للطلاب استخدام أشكال البرمجيات المختلفة أو يمكن أن تناسب احتياجات خاصة عند المتعلمين الذين لديهم أية إعاقات

4. التحديد الدقيق لمحتوى المقرر الدخل والخرج

عند اختيار أو تصميم  لمحتوى مقرر  يجب  أن يكون من يقوم بذلك خبير  حقيقى فى المحتوى. فلا نعتمد على غير المتخصصين فى محتوى المقرر. وفى نفس الوقت يجب أن يكون هناك مع خبير المحتوى مصمم تعليمى وذلك لأن المحتوى الجيد للموضوع لايمكن بالضرورة  ترجمته إلى إلى محتوى تعليمى جيد. فالتعديل ضرورى للمواءمة.  وهذا التزاوج بين خبير المحتوى والمصمم  التعليمى  يكوّن  القوة الإبتدائية فى تطوير مقررات التعلم عن بعد. وإذا أضفنا مصمم جيد للشبكة web designer إلى هذا الفريق فهذا يجعل نجاح العمل مؤكداً.

5. وضع جدول زمنى وتوقيتات واقعـيةRealistic Deadlines

إن  وضع جداول زمنية وتوقيتات لإنجاز المهام المختلفة سواء كانت داخلية أو خارجية  امراً ضرورياً لنجاح مشاريع تطوير المقررات. ويجب أن يتم وضع الحدود الزمنية بالإستشارة مع فريق تطوير المقرر. ويجب أن يكون  تحديد الأعمال وتوقيتاتها واقعياً ومناسـباً للأشخاص الذين سيقومون بالعمل. وأن يؤخذ فى الاعتبار خبراتهم ومقدرتهم على الإنجاز.  فإذا تمت موافقة الأشخاص  على الحد الزمنى لإنهاء العمل  فعليهم الالتزام التام بهذه الحدود. وكتابة التواريخ المتوقعة لجميع أعضاء فريق العمل وتعريفهم بها  يكون هاماً جداً. وتجدر الإشارة هنا إلى مايوصى بك Beck  فى منهجه فى مشروعات البرمجيات من أن الدورات الزمنية القصـيرة والتى لها مخرجات حقيقية تكون الأفضل.  فإذا لم يكن هناك أهداف حقيقة قصيرة الأمد وحدود زمنية حقيقة فإنه من السهل أن تقع فى التفاصيل وأن لا ينتهى العمل أبدا.

6. التقدير السـليم للتكاليف

فالميزانية المحددة  يجب أن تكون كافية لجميع الأعمال المطلوبة. فإذا كان التمويل  محدوداً   فإنه يكون من الواقعى استخدام محتوى مقرر سابق التجهيز prepackaged  وتجنب العمل التطويرى ( يجب الإحتراس حتى ولو كان لديك تمويل ذو قيمة)  فمجال تطوير مقرر موجود فعلاً يمكن التحكم فيه لكى تكون التكلفة محدودة. ومن المهم ايضاً وضع أولويات للعمل. فالخطوات والأشياء اللازمة والأساسية  يجب إتخاذها فى الحسبان قبل الأشياء الإضافية وهذا يساعد فى أن يسير مشروع تطوير المقرر فى نطاق الميزانية المحددة.

7. الواقعـية فى الجدولة وتحديد اتساع المجال

   إن التخطيط الجيد للتطوير وحسـن اختيار المشـاركين فيه وتحديد العدد المناسب للقائمين بالتنـفيذ هو من أهم عوامل النجاح.  ولنتذكر أن توظيف ثلاثة أشخاص إضافية فى عمل ما لن يضاعف الإنتاج ثلاث مرات. بل وربما أدى إلى نتيجة سـلبية. ولهذا يجب التدقيق فى اختيار المشـاركين وتحديد عددهم. ومن الضرورى أيضاً أن يتضمن الجدول الزمنى مراجعة وتقييم الإنجازات دورياً- كل  أسبوعين مثلاً- بحيث تقيم كل مرحلة تمت قبل أن تبدأ مرحلة جديدة. وربما أدى التقييم إلى بعض التعديل للمراحل التالية بما يحقق الوصول إلى نتائج أفضل وايضاًً اختصار النفقات. على أن هذه المراجعات  يجب ألا تمدد الوقت أو تقلل الجودة.

    كما أنه من المهم ترتيب الأولويات بوضوح وجعلها أولويات حقيقية. وأن تصنف الأهمية النسبية لكل عمل فى واحدة من ثلاث مجموعات: ضرورى، مطلوب، أو إختيارى. فالحصول على وحدة module  من المقرر  قابلة للعمل آنيا بغض النظر عن الأخطاء التى بها  هو مطلب أساسى ويعتبر أولوية.  ثم اختبار هذه الوحدة.  فإذا كانت الوحدة غير ناجحة مبدئيا  فلا نكون قد خسرنا شيئا بالمقارنة مع الإنتظار حتى ننتهى من تطوير جميع وحدات المقرر وإصدار منتج متعدد الوسائط كاملا. وفى هذه الحالة لن يكون من السـهل تعديل الوحدة غير الناجحة. وعند الانتهاء من جميع الوحدات الأساسية للمقرر يبدأ بناء السمات الإضافية  واستكمل بناء السمات الأخرى حولها وكأنه طبقات.  فهذا يقلل من التكلفة ويقلل من المخاطرة. فمطورو المقرر يمكن أن يتعلموا من الأخطاء التى ظهرت فى طبقة قبل أن يبدأوا فى بناء طبقة جديدة. فالخبرة التى تم اكتسابها فى بناء طبقة تكون مهمة فى جعل الطبقات التالية أكثر جودة.

8. مرونة خطة مشروع تطوير المقرر

  إن العالم يتغير سريعا. ومحتوى المقرر الذى يصلح بالأمس يكون منتهى الأجل غدا. ففى العديد من المجالات يتم نشر معلومات جديدة  شهريا وربما إسبوعيا. وأى خطة لمقرر يجب أن تأخذ هذا فى الإعتبار. ويجب أن تصمم المقررات بطريقة مرنة بحيث تسمح بإجراء هذه التعديلات. ولحسن الحظ فإن الشبكة العنكبوتية تناسب هذا الحال جيدا.فأى تصميم يجب أن يكون مرنا ليسمح بالتجديد والإضافة. فالمادة العلمية للمقرر يجب أن تكون لها تكرارية الإستخدام وتكون مهيئة لإعادة صياغة الأهداف  learning objects. ولتسهيل تنفيذ هذا يمكنك  تنظيم الدروس كوحدات وتحديد الهدف من كل درس .

9. إمكانية إعادة الإستخدام وإعادة صياغة الهدف

 مواد التعلم تسهل التغيير فى نوع وكمية المحتوى وسمات ووظيفة المواد التعليمية للمقرر وبالتالى فهى ذاتية المحوى وقابلة للتسلم فى بيئات وظروف مختلفة.  وتكلفة التطوير الكلى للمقرر تنخفض كثيرا عندما تكون عامة وصالحة للإستخدام فى مجالات عديدة للمحتوى والعديد من الصور. فمثلا، يمكن تصميم    interactive ASCII conversion scale   للإستخدام فى المقررات المختلفة  مثل مقدمة تكنولوجيا المعلومات، الرياضيات، وبرمجة الحاسب- إذا صممت من البداية على أنها قابلة للتعديل والمواءمة. وهذا النهج يجعل الصيانة وتصحيح الأخطاء سهلا.  والعديد من المصممين لايسمحون بالقدرة على تعدد اللغة فى بتاء المقرر. فالعديد من المواد العلمية يمكن ترجمتها إذا كان بناء المقرر مفتوحا. فمثلا يكون سهل الترجمة إلى لغات أخرى إذا كان النص غير مستخدم داخل الرسومات.

10. التصمم وفق معايير دولية

المواد التعليمية المصممة طبقا لمعايير Standards معروفة عالمياً تكون أسهل فى إعادة استخدامها ومواءمتها. ويجب على المطورين أن يتأكدوا أن منتجهم يتوافق مع المعايير العالمية للتعليم (IEEE LOM, SCORM) بالإضافة إلى المعايير الجامعية لتصميم وجودة وحدات المقابلة. ويمكن الرجوع إلى موقع (www.cancore.ca)  لتسهيل تنفيذ هذه المعايير

11. يجب أن تشتمل المقررات على أعمال منتهية ذات معنى

ليس سرا أن الناس يتعلمون بالعمل. فمجموعة من الأعمال المتعلقة ببعضها تصنع درسا.   وهذه الأعمال تشمل النسخ وأخذ الملاحظات والحسابات والعديد من الأنشطة المختلفة.  والهدف منها هو تقوية المفاهيم التى تدرس  ومساعدة الذاكرة  بالتمارين الملائمة.  هذه الأعمال مجتمعة تساعد على الوصول للأهداف المحددة للدرس. ومصممو المقرر  والمعلمون مسئولون عن التأكد من أن الأعمال  جميعها عامة بحيث أن المعرفة المكتسبة والمهارات المستخدمة يمكن تطبيقها فى مجالات عديدة.

12. ضرورة إتاحة العديد من السـبل للتعلم

نعلم أن الأشخاص المختلفة تتعلم بطرق مختلفة وفى مواقف مختلفة وبمعدلات مختلفة وفى أوقات مختلفة من اليوم، الإسبوع، الشهر، السنة  وأن الحياة تعتمد على تجارب مختلفة، ومواقف نفسية مختلفة وكذلك مهارات أو ملكات مختلفة. وعلى عكس ما يعتقده العديد من المهنيين فإن طرق التعلم ونماذجها لاتدعم الرأى بأن الأشخاص يفضلون  نموذج للتعلم فى كل الظروف. فهناك العديد من العوامل التى لها تأثير ملحوظ على نموج التعلم المفضل لدى المتعلم من حيث صعوبة موضع التعلم، الوقتن مدى ارتياح المتعلم للمادة العلمية، جودة طريقة عرض المادة العليمة، ومستوى التفاعل. فالمتعلمون الذين يظهرون تفضيل للتعلم المرئى فى مقرر ما يجدون إنه فى مواقف أخرى يفضلون للنموذج السمعى. فإذا أتيحت عدة مناهج وتقنيات للمتعلمين للإختيار  فلن يكونون دائما قادرين على إختيار الصورة المفضلة لديهم ولكن سيجربون طرق مختلفة عند الحاجة.

 النقطة الثالثة عشر:  الرسومات  والأشكال الموجودة فى  الدروس يجب أن توضح النص كثيرا ما تكون الرسومات زائدة عن الحاجة ويمكن إزالتها من المادة العلمية. والصور الحقيقة عادة تحتوى معلومات كثيرة. ولكن الرسومات البسيطة تكون الأفضل، وتزيل الضوضاء المرئية وتركز على السمات اللازمة  لعملية اسـتيعاب المفهوم الذى يتم تدريسه. وعلى المصمم أن يأخذ فى الإعتبار الهدف من الرسالة ومستوى المتعلم. وقد وضع جلبرت  عدة مبادىء لإستخدام الصور فى التعليم. فالصور يجب أن تركز على السمات اللازمة للمحـتوى الذى يتم تدريسه وتستخدم لسبب أو أكثر من الأسباب الآتية:

  • لإعداد المتعلم
  • لجذب الإنتباه
  • لإرشاد المتعلم من خلال خطوات متتالية من التعقيد
  • لعرض المحتوى تكرارا بسياقات مختلفة
  • لتوفير طريقة للتمرين مع تغذية خلفية مباشرة فى الحال
  • لعمل روابط وصلات
  • ويجب أن يحتوى المقرر الآنى هذه السمات الأساسية
  • عنوان الصفحة
  • مقدمة للمقرر
  • مواقيت للمقرر وقائمة بالأهداف والمتطلبات
  • محتوى المقرر موزع على وحدات modules
  • ملف للأسئلة Frequently Asked Questions (FAQ)
  • بيان للمصطلحات الموجودة فى المقرر Glossary
  • جدول للمحتويات، آلة بحث، index، وخريطة طريق للمقرر
  • روابط للمعلومات الخارجية المفيدة والمتعلقة بالمقرر
  • صفحة تحتوى الممول والأشخاص الذين طوروا المقرر مع صيغة لحفظ
  • حقوق الإصدار. (فاطمة الزهراء ، النقاط الأساسية لتطوير المقررات الالكترونية ،2011 ،http://www.imamu.edu.sa/)

نماذج تصميم المقرارات الالكترونية

بعض النماذج التى استخدامها مصممو التعليم لتصميم برامج أو مقرارات عبر الانترنت: 

  1. نموذج روفينى Ruffini
  2. نموذج ريان Ryan
  3. نموذج جوليف  واخرون jolliff
  4. نموذج الغريب زاهر.
  5. نموذج إبراهيم الفار.
  6. نموذج مصطفي جودت. 
  7. نموذج عبد الله الموسي وأحمد المبارك.
  8. نموذج حسن البائع.
المراجع