مفهوم تكنولوجيا الاتصال والمعلومات

لقد أدى التطور التكنولوجي للاتصالات والمعلوماتية إلى ظهور وسائل وتطبيقات وسيلة اتصالية جديدة أطلق عليها البعض اسم : " التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال "، وهي تعني أساساً تلك الموصولة بأجهزة الحاسوب (الكمبيوتر)، ولها آثار عدة تشمل مجالات وتطبيقات متنوعة مثل تشخيص المعارف والعلوم والبرامج التعليمية عموما، وتنظيم المؤسسات خصوصاً.

وتظهر التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال من خلال الجمع بين الكلمة المكتوبة والمنطوقة ، والصورة الساكنة والمتحركة، وبين الاتصالات السلكية واللاسلكية أرضية كانت أو فضائية تعمل على تخزين المعطيات للمواد والمعلومات والبرامج التي تقدمها، ومن ثم تقوم بتحليل وتفسير مضامينها، وإتاحتها بالشكل المرغوب، وفي الوقت المناسب وبالسرعة اللازمة.ويرى الكاتب معالي فهمي حيضر بأن التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال تشير إلى جميع أنواع التكنولوجيا المستخدمة في تشغيل ونقل وتخزين المعلومات في شكل إلكتروني ، وتشمل الحاسبات الآلية ووسائل الاتصال المختلفة وشبكات الربط وأجهزة الفاكس وغيرها من الوسائل التي تستخدم بشدة في الاتصالات. ويمكن القول إنها تمثل تلك التكنولوجيات التي تستفيد من الابتكارات في ميدان العلم والتقنية، لهذا فإن صفة " الحداثة " تبقى صفة مؤقتة، فبعد سنوات قليلة ستصبح هذه التكنولوجيات والتي تتعلق بشبكة الانترنت والهندسة المعلوماتية، والعمل التعاوني عن بعد (Group Ware) والإدارة الإلكترونية... وغيرها من الأمور العادية.

 إن مفهوم تكنولوجيا الاتصال والمعلومات متداخل بعض الشيء حيث إن هذه التكنولوجيات لا تعتبر جديدة في حد ذاتها، وذلك لأن معظمها كان موجوداً منذ السنوات الماضية أو أكثر، وما يمكن اعتباره حديثاً هو توسع استخداماتها في مجال إدارة المؤسسات بمختلف مجالاتها الاجتماعية والخدمية والتعليمية وغيرها، واعتمادها بدرجة كبيرة على العمل الشبكي. إذ تتضمن هذه التكنولوجيا جميع الاستخدامات من حواسيب وشبكات اتصال وأجهزة تداول المعلومات سلكية ولا سلكية، حيث تتمثل عادة في أجهزة الاتصال من هاتف، وفاكس، وانترنت، وهي تستخدم بغرض أداء مختلف المهام الرامية إلى تحقيق أهداف المؤسسة. وبالتالي، فإن تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بالنسبة للمؤسسة هي: تلك الأدوات التي تستخدم لبناء نظم المعلومات والتي تساعد الإدارة على استخدام المعلومات المدعمة لاحتياجاتها في اتخاذ القرارات، وللقيام بمختلف العلميات التشغيلية في المؤسسة. وذلك عن طريق تحويل وتخزين ومعالجة كل أنواع المعلومات (نصوص، صور، صوت،...) في شكل معطيات رقمية موحدة وبثها بسرعة الضوء في كل أنحاء العالم باستخدام الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت)، كما يمكنها ترجمة المعلومات المستقبلية ، وتحويلها إلى الشكل المرغوب فيه ( نصوص، صور، صوت ....) فضلاً عن تغيير طرق الاتصال داخل الإدارات.

ونشير هنا إلى أن مصطلح ( تكنولوجيا الإعلام والاتصال) بعد أشمل وأدق من الترجمة المتداولة (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) والتي ينقصها الشمولية لمعني عبارة (ICTS) التي تعتمد في ميدانين: الإعلام (Information) والاتصال (Communication) والجمع اتصالات يفيد معني مغاير للمعني المعتمد في الكلمة اللاتينية، ومن جهة أخري فإن الفرق واضح بين مصطلح الإعلام والمعلومة حيث تعتبر المعلومة المادة الخام للإعلام. والإعلام عملية تنطوي على مجموعة من أوجه النشاط من بينها نقل المعلومات وتداولها فهو يشمل المعلومات لكن المعلومات لا تحتوي على كل موضوعات الإعلام.

تشمل التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال فرعين أساسين:

أولاً : تشغيل المعلومات : ويشمل هذا الفرع الوظائف التي تتناول المعالجة والتوزيع الآلي للمعلومات، والتي تعتبر الأساس في انجاز عمليات التشغيل في المؤسسات وتدعيم قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات ويتمثل المحور المركزي لهذا الفرع في تطبيقات الإعلام الآلي أو الالكتروني بأشكاله المختلفة.

ثانياً: نقل وإيصال المعلومات: يمثل هذا الفرع عملية نقل وإيصال المعلومات التي تم تشغيلها بين الموقع المتباعدة للحواسيب أو بين الحواسيب ووحداتها الطرفية البعيدة وذلك باستخدام تسهيلات الاتصالات عن البعد (Telecommunications).

وعليه يمكن تعريف تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بأنها : " خليط من أجهزة الحواسيب الإلكترونية ووسائل الاتصال المختلفة مثل: الألياف الضوئية والأقمار الصناعية وتقنيات المصغرات الفيلمية.. إلخ ". أى مختلف أنواع الاكتشافات والمستجدات والاختراعات والمنتجات التي تعاملت وتتعامل مع شتي أنواع المعلومات من حيث جمعها وتحليلها وتنظيمها وتوثيقها وتخزينها واسترجاعها في الوقت والمكان المناسب، وبالطريقة المناسبة والمتاحة.

تعرف تكنولوجيا المعلومات و الاتصالتكنولوجيا المعلومات و الاتصال بأنها "مجموع التقنيات أو الأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي، والتي يتم من خلالها جمع المعلومات و البيانات المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو المرسومة أو المسموعة المرئية أو المطبوعة أو الرقمية (من خلال الحاسبات الالكترونية ) ثم تخزين هده البيانات والمعلومات، ثم استرجاعها في الوقت المناسب، ثم عملية نشر هذه المواد الاتصالية أو الرسائل أو المضامين مسموعة أو مسموعة مرئية أو مطبوعة أو رقمية ، ونقلها من مكان إلى آخر، ومبادلتها ،وقد تكون تلك التقنية يدوية أو آلية أو إلكترونية أو كهربائية حسب مرحلة التطور التاريخي لوسائل الاتصال و المجالات التي يشملها هدا التطور

أهمية وخصائص تكنولوجيا الإعلام والاتصال

لقد أسهم التطور العلمي والتكنولوجي في تحقيق رفاهية الأفراد، ومن بين التطورات التي تحدث باستمرار تلك المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وما تبلغه من أهمية من ناحية توفير خدمات الاتصال بمختلف أنواعها، وخدمات التعليم والتثقيف وتوفير المعلومات اللازمة للأشخاص والمنظمات، حيث جعلت من العالم قرية صغيرة يستطيع أفرادها الاتصال فيما بينهم بسهولة وتبادل المعلومات في أي وقت وفي أي مكان، وتعود هذه الأهمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال إلى الخصائص التي تمتاز بها هذه الأخيرة، بما فيها الانتشار الواسع وسعة التحمل سواء بالنسبة لعدد الأشخاص المشاركين آو المتصلين،أو بالنسبة لحجم المعلومات المنقولة، كما أنها تتسم بسرعة الأداء وسهولة الاستعمال وتنوع الخدمات.

  1. توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أداة قوية لتجاوز الانقسام الإنمائي بين البلدان الغنية والفقيرة، والإسراع ببذل الجهود بغية دحر الفقر، والجوع، والمرض، والأمية، والتدهور البيئي. ويمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصال توصيل منافع الإلمام بالقراءة والكتابة، والتعليم، والتدريب إلى أكثر المناطق انعزالاً. فمن خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، يمكن للمدارس والجامعات والمستشفيات الاتصال بأفضل المعلومات والمعارف المتاحة، ويمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصال نشر الرسائل الخاصة بحل العديد من المشاكل المتعلقة بالأشخاص والمنظمات وغيرها.
  2. إن تكنولوجيا المعلومات والاتصال تسهم في التنمية الاقتصادية: تؤدي الثورة الرقمية إلى نشوء أشكال جديدة تماماً من التفاعل الاجتماعي والاقتصادي وقيام مجتمعات جديدة. وعلى عكس الثورة الصناعية التي شهدها القرن المنصرم، فإن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال من شأنها الانتشار، بشكل سريع، والتأثير في حيوية الجميع. وتتمحور تلك الثورة حول قوة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تسمح للناس بالوصول إلى المعلومات والمعرفة الموجودة في أي مكان بالعالم في نفس اللحظة تقريباً
  3. زيادة قدرة الأشخاص على الاتصال وتقاسم المعلومات والمعارف ترفع من فرصة تحول العالم إلى مكان أكثر سلماً ورخاء لجميع سكانه. وهذا إذا ما كان جميع الأشخاص لهم إمكانيات المشاركة والاستفادة من هذه التكنولوجيا.
  4. تمكن تكنولوجيات المعلومات والاتصال، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، الأشخاص المهمشين والمعزولين من أن يدلوا بدلوهم في المجتمع العالمي، بغض النظر عن نوعهم أو مكان سكنهم. وهي تساعد على التسوية بين القوة وعلاقات صنع القرار على المستويين المحلي والدولي. وبوسعها تمكين الأفراد، والمجتمعات، والبلدان من تحسين مستوى حياتهم على نحو لم يكن ممكناً في السابق. ويمكنها أيضاً المساعدة على تحسين كفاءة الأدوات الأساسية للاقتصاد من خلال الوصول إلى المعلومات والشفافية

من هذا يتضح أن لتكنولوجيا المعلومات والاتصال دوراً مهماً في تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك لما لهذه الأخيرة من خصائص متميزة وأكثر كفاءة من وسائل الاتصال التقليدية، فتكنولوجيا المعلومات والاتصال واسعة الانتشار تتخطى بذلك الحدود الجغرافية والسياسية للدول لتصل إلى أي نقطة من العالم عجزت أن تصل إليها وسائل الاتصال القديمة، كما أنها تمتاز بكثرة وتنوع المعلومات والبرامج التثقيفية والتعليمية لكل مختلف شرائح البشر، متاحة في أي مكان وزمان، وبتكلفة منخفضة. فهي تعد مصدراً مهماً للمعلومات سواء أكان للأشخاص أو المنظمات بمختلف أنواعها أو للحكومات، كما أنها تلعب دوراً مهماً في تنمية العنصر البشري من خلال البرامج التي تعرض من خلالها، كبرامج التدريب وبرامج التعليم وبرامج التعليم وغيرها.

 لهذا يكون من الضروري الاهتمام بهذه التكنولوجيا وتطويرها استخدامها بشكل فعال، مع تدريب وتعليم الأفراد على استعمالها، وتوعيتهم بأهميتها في التنمية والتطور، من خلال إبراز أهميتها على الصعيد الجزئي والكلي.

دور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في خدمة التعليم ومواجهة المشكلات المعاصرة

 تؤدي تكنولوجيا التعليم دوراً مهماً فى مجال التعليم ومواجهة المشكلات التى تعوق تحقيق أهدافه بمجالاتها المختلفة ، ومن هنا كانت إسهاماتها المتعددة فى مواجهة التغيرات الاجتماعية والعلمية السريعة ومساعدة العملية التربوية على مواكبتها والتفاعل معها، ومن هذه المشكلات:

  1. الكثافة السكانية : حيث النمو التعددى المتلاحق للسكان، والذى أسفر عن زيادة سريعة فى اعداد الطلاب فى الفصول المختلفة فى مواجهة ذلك بإعداد نظم تعليمية حديثة وأشكال جديدة من التعليم يمكن أن تتكيف مع المشكلة، حيث استنباط أنواع جديدة من التعليم ، منها التعليم عن بعد، والتعليم المفتوح، مع تغيير دور المعلم من كونه المصدر الرئيسى للمعرفة إلى منظم وموجه للعملية التعليمية.
  2. الزيادة المعرفية : التي أوجبت على التعليم ضرورة استيعاب الزيادة المتلاحقة فى المعارف المختلفة رأسياً وأفقياً من نظريات جديدة كل يوم وبحوث عديدة نتيجة لما أحدثته فى زيادة موضوعات الدراسة فى المادة الواحدة ، وقد استلزم ذلك بروز دور جديد لتكنولوجيا التعليم من أجل التوصل الى الحديث من المعارف والأبحاث وتنظيمها وتحديد أنسب الطرق لمعالجتها، وتقديمها للطالب، وتدريبه على كيفية التعامل معها.
  3. مشكلة الأمية : مازالت الدول العربية تعانى من نسبة عالية من الأمية ، وهذه المشكلة تقف عائقاً أمام عمليات التنمية والتقدم، وهنا واجهت تكنولوجيا التعليم هذه المشكلة بالتقنيات الحديثة من تليفزيون تعليمى وأقمار صناعية وأفلام سينمائية ، إضافة الى تعميم برامج التعليم الموجه للكبار ومحو الأمية، وذلك من أجل التغلب على مشكلات عدم القراءة والكتابة .د- تعدد مصادر المعرفة : لم يعد التقدم العلمى مقصوراً على بلد محدد دون غيره، بل ان الجديد فى المعرفة موجود كل يوم فى بلاد متعددة ، وظهرت الحاجة للتعرف على مكانه وسبل نشره، ومن هنا وجدت أدوار جديدة لتكنولوجيا التعليم، وتقنياتها الحديثة التى لا تعتمد على الكتاب المدرسى فقط فى نقل المادة العلمية، بل هناك من المصادر الكثير لتقديم المعارف الى الطلاب فى أماكن وجودهم، مثل ما يبث بواسطة الأقمار الصناعية لبرامج تليفزيونية مفتوحة وخطية ، اضافة الى اسطوانات الليزر وأقراص الكمبيوتر والتسجيلات السمعية والبصرية المختلفة.
  4. انخفاض فى كفاءة العملية التربوية : حيث تعددت الشكاوى من ضعف مستوى الخريجين ، وأن المدرسة تخرج أنصاف المتعلمين ، ولمواجهة ذلك أصبحنا نرى الدوائر التلفزيونية المغلقة فى الجامعات والاعتماد الأكبر على التعلم الذاتى، واستخدام امكانيات التسجيلات والفيديو ، إضافة إلى المعامل متعددة الأغراض، ومشاهدة البرامج التليفزيونية التى تسهم فى إثراء العملية التعليمية.
المراجع

عمر، مها مصطفى. (2018). توظيف تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في تطوير برامج التعليم المستمر. مجلة كلية الدعوة والإعلام: جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية - كلية الدعوة والإعلام، ع4 ، 1 - 39. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/951759