تشهد نظم التعليم في الوقت الراهن تطورات سريعة متعاقبة نتيجة الثورة الهائلة في مجال تكنولوجيا التعليم والاتصالات، والتي أدت إلي كسر الحواجز الجغرافية والزمانية بين دول العالم.
أحدثت هذه الثورة تغييرات وتطورات في طبيعة عمليتي التعليم والتعلم، وانعكس ذلك علي مجال تكنولوجيا التعليم فظهرت العديد من المستحدثات التكنولوجية، التي أصبح تفعيلها وتوظيفها في العملية التعليمية ضرورة حتمية في تطوير التعليم والتغلب علي مشكلاته.
وتعتبر استراتيجيات التعليم الإلكتروني من إحدي من المستحدثات التكنولوجية التي ساعدت المتعلمين على:
- الإدراك واكتساب المعرفة.
- تخزين المعلومات وثباتها، وتكسبهم القدرة على تنظيم المعلومات في ذاكراتهم مما يساعد على استرجاعها.
- تساعدهم على تنظيم الدراسة وتنظيم بيئة التعلم.
- تكسب المتعلمين مهارات التفكير والفهم وتنظيم عملية التعلم.
ويشير الغريب زاهر إلى أن مؤسساتنا التعليمية بحاجة لاستراتيجيات التعلم الإلكتروني، ويرجع ذلك لتفضيل المتعلمين للتعلم باستخدام أدوات تكنولوجيا التعليم الإلكتروني المتزامن وغير المتزامن من خلالها، وهو ما يعد مؤشر لتفضيلهم لنظام التعليم الإلكتروني مقارنة بنظام التعليم التقليدي نظراً للزيادة الكبيرة على مدار الساعة في عدد الكليات التي تعرض مقرراتها إلكترونياً عبر الإنترنت، واستخدامها كمصدر للمعلومات، لدراسة المقرر واستخدام المؤسسات التعليمية للإنترنت في إمداد الطلاب المعلومات، والتطبيقات الخاصة بالمواد التعليمية، والإعلانات، والتفاعل مع هيئة التدريس والعاملين وأولياء الأمور.
ومن الاستراتيجيات الحديثة التي تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة لتفعيل التعلم الرقمي:
استراتيجية التعلم المدمج واستراتيجية الرحلات المعرفية (الويب كويست) واستراتيجية حل المشكلات، وغيرها من الاستراتيجيات (حنان الزين، 2006، 44)، وتعد استراتيجية حل المشكلات الإلكترونية من أهم استراتيجيات التعلم الإلكتروني والتي تهدف إلى مساعدة المتعلم، ليتمكن من إدراك المفاهيم المعرفية الأساسية في حل المشكلات التعليمية التي قد تواجهه، كما تساعد المتعلم على توجيه سلوكه و قدراته، و يمكن تطبيق استراتيجية حل المشكلات في التعلم الإلكتروني عن طريق طرح مشكلة بحثية على الطلاب من خلال صفحة المقرر Online Course بحيث يطلب منهم توظيف ما قد تعلموه لحل المشكلة و لكن بشكل فردى، و يمكن لكل طالب مناقشة المعلم بواسطة البريد الإلكتروني أو الحوار المباشر ( محمد محمود ، 2005 ، 216).
كما يمكن طرح مشكلة بحثية يقوم المعلم باختيارها ومناقشة المتعلمين حولها وترك كل متعلم على حده لكى يطرح وجهة نظره لحلها ومن ثم تجمع الحلول وتوضع على لوحة المناقشة Discussion Boards بحيث تدور حولها مناقشات جدلية موسعة بواسطة كافة المتعلمين لأخذ الآراء حولها لتحديد أنسب هذه الحلول و وضع المبررات الكافية لتبنى الحل الأنسب، ثم الوصول لقرار نهائي بهذا الحل و تعميمه على كل الطلاب، ونظرا لأن سلوك حل المشكلة يتطلب من الطالب قيامه بمجموعة من الإجراءات التي يربط من خلالها بين خبراته التي سبق تعلمها في مواقف تعليمية متنوعة وبين ما يوجهه من مشكلة حالية، فيجمع المعلومات، ويفهم الحقائق والقواعد، وصولا الى التعميمات المختلفة( نبيل جاد، 2008 ، 415)، ومن هنا يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلاب وحثهم على تبادل الآراء والخبرات وحل مشاكلهم، وتعد بيئة التعلم التكيفي من أنسب الوسائل التكنولوجية الحديثة لتوفير البيئة التعليمية الثرية لذلك، حيث تعتبر بيئات التعلم التكيفي طريقة لتقديم، أو إتاحة، أو إنشاء خبرات تعليمية لدى كل من المتعلم والمعلم، وذلك استناداً إلى مجموعة من العناصر المحددة في فترة زمنية معينة، بهدف زيادة الأداء وفق معايير محددة مسبقاً والتي قد تكون تعليمية، وتستند تلك تستند إلى عامل الوقت، ورضا المتعلم وارتياحه، ومشاركته في التعلم، ومرونة أو تكيف المحتوى والنظام، وأساليب التقييم، وواجهة الاستخدام. (Burgos et al,2006,2 )
الغريب زاهر إسماعيل (2009، ب) التعليم الإلكتروني من التطبيق إلى الاحتراف. القاهرة : عالم الكتب .
محمد محمود زين الدين(2005). تطوير كفايات المعلم للتعليم عبر الشبكات. (محمد عبد الحميد ، المحرر). منظومة التعليم عبر الشبكات.
محمد عطية خميس (2003). منتوجات تكنولوجيا التعليم . القاهرة : دار الكلمة .
نبيل جاد عزمي (2008). تكنولوجيا التعليم الإلكتروني. القاهرة. دار الفكر العربي.
Burgos D., & Specht M., (2006), "Adaptive e-Learning Methods and IMS Learning Design: An integrated approach", Proceedings of the Sixth International Conference on Advanced Learning Technologies (ICALT'06), pp. 1192- 1193. IEEE Computer Society