تعددت واختلفت المسميات المتعلقة بالتعليم عن بعد، فهناك من يطلق عليه التعليم بالمراسلة أو التعليم المفتوح أو التعليم المستمر أو التعليم غير الرسمي، والملاحظ أن هذه التسميات وإن اختلفت فهي تصف وجها أو أوجه للتعليم عن بعد فهو مفتوح لجميع الفئات من خارج المسجلين النظاميين في المؤسسة، ويتم بالمراسلة لأنه يعمل على إيصال المادة التعليمية للمتعلمين مهما بعدت المسافة الجغرافية بينهم وبين معلميهم عبر الشبكات، وهو مستمر كونه لا يقتصر على مرحلة عمرية معينة أو مستوى محدد، وغير مدرسي لعدم ارتباطه بالحدود الجغرافية للمدرسة وهكذا، لذلك فالتعليم عن بعد هو التعليم الذي لا يقيد المتعلم بقيود زمنية أو مكانية.

ويعتبر التعليم عن بعد احد أساليب التعليم الذاتي التي أفرزتها تكنولوجيا التعليم حديثا وهو في أصله تعليما فرديا لكنه أدى إلى تعزيز نظام التعليم المفتوح.

تعريف التعليم عن بعد

ويعرف التعليم عن بعد بأنه: نظام تعليمى مخطط ومنظم يقوم على ايصال المادة التعلمية أو التدريبية الى الدارس باستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في بيئة الويب أو في بيئة التعلم المتنقل وذلك لتقريب المسافات المكانية والزمانية بين المعلم والمتعلم, وتحقيق التفاعل المشترك، وصولا الى اتقان المعارف والمهارات وتحقيق الاهداف المحددة وذلك في ضوء احتياجات المتعلمين.

أهمية التعليم عن بعد

  1. تعتمد أهمية استخدام نظام التعليم عن بعد على عدة استخدامات من بينها: استثمار الامكانات التقنية المتقدمة التى اصبحت متوفرة حاليا وتنظيم توظيفها بما يجعل التكنولوجيا تقع في مركز نظام التعليم عن بعد.
  2. الاعتماد على الوسائط التعليميه المتعدده "Multimedia   وتطبيقات الويب الحديثة ( الويكي- المدونة....) بدلا من وسائط تعليميه محدودة( الكتاب المطبوع – المعلم ) في نظام التعليم التقليدي.
  3. استخدام اسلوب التعلم الذاتى الذي يعتمد على المتعلم ذاته بدلا من اسلوب التعلم التقليدي الذي يعتمد اساسا على اداء المعلم.
  4. توفير لقاءات مباشرة على بين المعلم والطلاب واخري غير مباشره عن طريق المؤتمرات عن بعد.

    الحاجة إلى التعليم عن بعد

    يتصف التعليم عن بعد بعدة خصائص من أهمها:

    1. التباعد بين المتعلم والمعلم فى عملية التدريس من حيث الزمان والمكان او كلاهما معا وذلك لإنفصال المؤسسه التعليميه عن الدراسيين يؤدي الى تحرير الدارسين من قيود المكان والزمان مقارنة بنظم التعليم المعتادة حيث تتم وجها لوجه بين المتعلم والمعلم.
    2. استخدام وسائط اتصال متعدده ومتباينة وحديثة تعتمد على المواد المطبوعه وغير المطبوعة والمسموعه والمرئيه وغيرها من وسائط تكنولوجية متقدمه مثل الحاسبات والاقمار الصناعية والهواتف الذكية وتطبيقاتها والانترنت وشبكات المعلومات المختلفه وتطبيقات الويب، وذلك للربط بين المتعلم والمعلم ونقل الماده التعليميه.
    3. وجود مؤسسه تعليميه معينه مسئوله عن عملية التعليم والتعلم عن بعد خاصة بالنسبة لتخطيط البرامج واعداد المواد التعليميه والادارة وعمليات التقويم والمتابعة.
    4.  وجود اتصال ثنائي الاتجاه بين المؤسسه التعليميه والمتعلم لمساعدته على الاستفاده من البرامج او الدخول فى حوار مع المعلم وزملائه من الدارسيين الاخريين بما يمكن المتعلم من المشاركه الايجابيه فى برامج التعليم التى يحتاجها. إمكانية عقد لقاءات دورية بين دارسيين وبين المشرفين ومنسقي المواد التعليميه لتحقيق أهداف تعليميه واجتماعية.
    5. خصوصية عملية التعليم والتعلم حيث تعتمد على ارتباط التعلم بحاجة المتعلم ودوافعه بما يتناسب مع قدراته وامكاناته.
    6. حرية المتعلم فى اختيار الوقت المناسب للتسجيل واختيار البرامج التعليميه ودخول الاختبار والخروج بما يناسب ظروفه الشخصية بدرجة تفوق قرينة فى التعليم النظامى التقليدي حيث يتقيد الطالب بلوائح النظم التعليمية التقليدية.
    7. الاعتماد على اعداد المواد التعلميه مسبقا وفق معايير معينة تنفق مع طبيعة تعليم عن بعد وانتاج هذه المواد التعليميه على مستوى عال من الجودة والكفاءة.

    أهداف نظام التعليم عن بعد:

    1.   تتمثل اهداف نظام التعليم عن بعد في الآتي:توفير نظام للتعليم مدى الحياة للعاملين فى المجالات المختلفة بها يواكب التطورات الحديثة دون حاجة الى الانقطاع عن العمل.
    2. تحقيق ديمقراطية التعليم ومبدأ تكافؤ الفرص حيث يتيح التعليم عن بعد فرصا متكافئة امام الجميع لاستكمال تعليمهم الجامعى والعالى هذه الفرص لا تحدها الا قدرات الطالب ودوافعة الشخصية للتعلم.
    3. الافادة من التطورات المتسارعة فى تكنولجيا المعلومات والاتصالات على افضل وجة وتنظيم استخدام الوسائط التعليمية المتعددة، ومستحدثات تكنولوجيا التعليم.
    4. فتح فرص للتخصصات الجديدة والبينية interdisciplinary التى تفى بالاحتياجات المستقبلية للقوى البشرية والتى قد لا تتاح لمؤسسات التعليم النظامية القيام بها.
    5. تخفيف الضغط على المؤسسات التعليمية النظامية من خلال توفير فرص اكثر للطلاب للقبول فى نظام التعليم عن بعد.
    6. توفير فرص التعليم لمن حرموا منها او فاتتهم تلك الفرص ورفع مستواهم ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وبخاصة بالنسبة لتعليم فئات ذوى الاحتياجات الخاصة.
    7. توفير فرص التنمية المهنية المستمرة لمن فاتتهم الفرصة بسبب الانخراط فى العمل او لاسباب اخرى بما يلبى احتياجات المجتمع.
    8. التكامل بين اشكال التعليم وانماطة المختلفة.

    أطراف التعليم عن بعد

    يمكن إجمال أطراف التعليم عن بعد فيما يلي:

    1. المتعلمين/المتدربين: وهم أساس العملية التعليمية ولديهم الرغبة في التعلم والقدرة على مناقشة وتحليل ما يعرض عليهم من محتوى، لأن فرص اتصالهم بمعلميهم والاعتماد عليهم في حل المشكلات التعليمية ضئيلة مقارنة مع التعليم الرسمي.
    2. الهيئة التدريسية/ المعلم/المدرب: يلعب المعلم هنا دور المعد والمصمم للدروس والأنشطة التعليمية، لذلك عليه مراعاة خصائص الطلاب والفروق بينهم واحتياجاتهم المتباينة ، كذلك ينبغي أن يكون ملما بالتقنيات الحديثة وطرق إعداد وتصميم وتنظيم المحتوى التعليمي الكترونيا، لأن ذلك سيقلل من فرص تدخل التقنيين في الشكل النهائي للمحتوى خصوصا في غياب التنسيق الجيد بين الطرفين، وأيضا استراتيجيات التعليم الالكتروني الحديثة وأدواتها، وكيفية تصميمها.
    3. الوسطاء المشرفون: نظرا للأعداد الكبيرة للطلاب في هذا النوع من التعليم فإنه عادة ما يلجأ المنظمون للعملية التعليمية للوسطاء حيث يتم تقسيم المتعلمين إلى مجموعات أصغر عددا يشرف على كل منها وسيط يلعب دور الإرشاد والإشراف والوساطة بين المعلم والمتعلمين.
    4. الموظفون: وهم الذين يعملون على تسجيل الطلاب ونسخ وتوزيع المحتوى والاختبارات عليهم ورصد النقاط وحساب المعدلات باستخدام الادارة الالكترونية وأنظمتها، وغيرها من الأمور المتعلقة بالجانب الفني، ومن بينهم التقنيين أو الفنيين الذين يعملون على إخراج المحتوى التعليمي وتحويله من شكله التقليدي إلى شكله الالكتروني القابل للنشر على الانترنت.
    5. الإداريون: يقومون بتنظيم العملية التعليمية وحل المشكلات التنظيمية ككل وهم حلقة الوصل بين جميع الأطراف.

    تقنيات التعليم عن بعد

        مر التعليم عن بعد بالعديد من المراحل فمن مرحلة التعليم المسائي والتعليم بالمراسلة إلى مرحلة التعليم التلفازي وبأشرطة الفيديو والكاسيت إلى مرحلة التعليم باستخدام الحاسب وشبكة الانترنت، وشبكات الهواتف الذكية، وقد تميزت كل مرحلة من هذه المراحل باستخدام وسائل وتطبيقات يمكن إجمالها في الآتي:

    1. المطبوعات بجميع أنواعها Print: المطبوعات عنصر رئيسي من عناصر التعليم عن بعد كما أنها تعتبر الأصل الذي تعتمد عليه الأنواع الأخرى من التقنيات. ويتم استخدام المطبوعات كمصدر للمعلومات, كما هو الحال في معظم الجامعات المفتوحة ومعاهد التعليم عن بعد، كما يمكن استخدامها كوسيلة مساندة للتقنيات الأخرى مثل الصوتيات والمرئيات، في شكل أوراق عمل أو دليل تعليمي للوسائل الأخرى Study guide. طريقة توصيل المواد المطبوعة يمكن أن تكون بالبريد العادي أو البريد الالكتروني أو الفاكس أو نظام ادارة التعلم عن بعد نفسه.
    2. المواد الصوتية والمواد السمعية البصرية: المواد الصوتية تتضمن أشرطة الكاسيت، والبث الإذاعي، والتخاطب عبر الهاتف، وأيضا تتضمن البودكاست Podcast أما المواد السمعية البصرية فيقصد بها الشرائح التقديمية، كما يقصد بها الصور الحية على أشرطة الفيديو في موقع اليوتيوب.
    3.  الانترنت: ويقصد بها المواقع التي توجد على الشبكة العنكبوتية، وتتميز بانخفاض التكاليف وبإمكانية تغطيتها لعدد كبير من المتعلمين. 
    4.  تطبيقات وشبكات الهواتف الذكية.
    5. مؤتمرات الفيديو Video Conferencing

    يتضح مما سبق أن التعليم عن بعد ليس مرتبطا بالتقنية الحديثة، وإن كانت إحدى أحدث أدواته، فهو تحديدا التعليم الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية، وأن نفذ بأدوات تقليدية كالمطبوعات الورقية والبريد وغيرها.


    المراجع