لما جيت اكتب عن التراحم احترت اكتبه كمنهج و اللا هكتب عن تجربتي و رأيي فيه ، و في النهاية حسيت اني عاوزة اكتب عن التراحم بمعناه عندي لانه بالنسبة ليا كده مفهومه زي الإيمان ، كل واحد بيشوفه و يعيشه بطريقته و بإحساسه لو هتكلم عن التراحم كمنهج له خطوات تتكتب في كام سطر فهو بسيط جدا ، و هو انه لو حصل اي موقف و قررنا فيه اننا نعيشه بتراحم فإحنا عمليا هنعمل كام خطوة هتساعدنا نتراحم في ارض الواقع.

النية او القرار:intention

و في الخطوة دي انا باخد وقتي و أحاول اهدأ بأي طريقة انا متعود اهدي نفسي بيها ، ممكن ابعد عن المكان ، ممكن اتغاضى ،، و انا بفصل نفسي عن اللي بيحصل و ابتسم ، كأني بشيل الفيشة بتاعت تركيزي في الموقف و بشوف بس ، كأني موجودة جسديا فقط لكن روحي بتاعتي معايا في مكان آخر ،، في محرابها مش موصولة بحاجة غير نفسها و ربها لحد ما انفعالات جسدي اللي مالحقتش اشيل الفيشة قبل ما تحصل تهدى و تعدي و تخلص فترجع روحي تمسك زمام الموقف و تتراحم او تحاول تبتدي موقف رحيم.

الملاحظة النقية : observation

و الخطوة دي اللي فعلا بتحتاج مننا كل المجهود ، لان الكلمة بتفرق فيها ، الخطوة دي هي الكمين الأولاني اللي بقف فيه ، و لو عديت منه بسلام هكمل بسلام و لو فضلت واقف فيه مرتبك هتشد على سجن نفسي ! ملاحظة نقية ،، خليني افصص الاسم ده *ملاحظة : جاية عندي من حاجتين ، اولها انها جاية من اللحظة و الجملة دي بالنسبة ليه مفتاح ، انك تشوف الأشخاص لحظات مش صور ثابتة ، لحظة بتحصل حالا مش قبل كده و لا بعد كده ، فده يحميني من فخ اني احكم او اتوقع ، و الحالتين رحمة بنفسي و باللي حواليا ،،،،،،، ملاحظة كمان جاية من ( اللحظ او اللحاظ ) و معناها لغويا العيون مش البصر و فرق كبير بين الاتنين ، جاية من العيون يعني انا بشوف ايه بس !! يصور اللي حصل كحركة بس !! يوصف صورة بس !!! يلقط بالكاميرا اللي ربنا وهبها ليه اللي هيا عينيا بس!!! من غير ما اقول تفسيري او رأيي في اللي حصل ده ، بالبلدي من غير الtouch بتاعي ! و ده تفسير *نقية : ان انا مش متدخل فيها بأي شكل ، شايل منها اي تفسير او تحليل او حكم ! مثلا : لو ابني ماسك كوباية فيا ميّة و الميّة وقعت عالأرض ممكن اقول اللي حصل بطريقتين *الأولى : ابني كان ماسك كباية في ايده و ايده اتحركت بشكل معين فالميّة نزلت من الكوباية عالأرض (ملاحظة) *التانية : ابني و هو ماسك كباية المية دلق المية و غرق الدنيا (حكم، عنف ( الطريقة الأولانية هتعديني بسلام من الكمين ، و الطريقة التانية هتخليني افضل عندها ، مش ياخد باله ، يا ربي محدش بيحس بيا ، مين هيمسح المية ، ولد مش متربي ، عبيط و بيوقع كل حاجة بيمسكها و هكذا ، دايرة و هفضل ألف بيها و ممكن نجرب نقول الجملتين و نشوف فرق احساسنا في الحالتين !

مشاعر :feelings

التراحم خلاني اعرف الفرق بين مشاعري و انفعالاتي و افكاري ... يعني في موقف ابني مثلا : ممكن اقول حسيت بالغضب) مشاعرfeeling) ممكن اقول حسيت اني عاوز اضربه) فكرة thought) ممكن اقول حسيت بسخونة في دماغي و عرقت و وشي احمر و نفسي علي وبقا سريع) انفعال emotion) .. مشاعرنا اللي بنحس بيها ليها جدول عالصفحة بس اكتر حاجات بحس بيها *مشاعر مفرحة : فرح ، بهجة ، دهشة ، انبهار ، حماس ، بهجة ، تفاؤل و غيره *مشاعر مؤلمة: حزن ، خوف ، غضب ، ذنب ، عار ، ألم ، ارتباك ، توتر و غيره .. المشاعر في التراحم هي جرس بينبهني لحاجة من اتنين - احتياج اتلبى و هنا هحس بمشاعر مفرحة - احتياج لم يشبع و هنا هحس بمشاعر مؤلمة اللي لمبته بتنور .. في التراحم هعرف ان الآخرين مش هم الوحيدين المسئولين عن مشاعري ، هم مجرد مثير لمشاعري بالموقف اللي بيعملوه لكن السبب الأساسي لمشاعري ( هو احتياج لم يتم اشباعه عندي) و بالتالي التراحم بيخليني اعرف ان المسئولية مشتركة بيننا احنا الاتنين بس انا اللي سايق العربية و بختار الطريق اللي همشي فيه ؛ يا إما تراحم ، يا إما عنف !

اللمبة الحمرا اللي بتنور جوايا لما حد يدق جرس مشاعري يرن.. النعمة اللي ربنا منحها لينا و اللي ممكن ناس كتير تشوفها نقص و عار ،، الاحتياج اللي بيخليني اتواصل مع غيري و مع ربنا جواهم ، احتياجاتنا فيه منها أساسي زي الأكل و الميّة و النفس و الجنس ،، و فيه منها اللي بيتغير حسب عمري و حسب المواقف ، احتياجي لو اشبعته هحس مشاعر مريحة و لو لم يتم اشباعه هحس مشاعر مؤلمه و هتفضل تؤلمنى ا لو سبت نفسي ليها و ما كملتش تراحم مع نفسي و غيري ،، في التراحم اتعلمت ان كل الاحتياجات ممكن تلبيتها في نفس الوقت لانه مش شرط تتلبى ١٠٠٪‏ ، و مش شرط تتلبى بطريقة معينة و لا من شخص بعينه و ده فرق عرفته في التراحم بين الاحتياج و (العوز want) ! ما هو لو اتلبى جزء من احتياجي ده رحمة ليا ، و لو ما قصرتش تلبية الاحتياج على شخص بعينه ده رحمة ليا و ليه لانه ممكن يكون مش عنده اللي يلبي احتياجي و ده هيبعدني و يبعده عن الاستعباد ليه و ليا ،، رحمة ليا و ليه مافيهاش شعبطة و لا شعلقة تموت و تخنق ! الاحتياج عام ممكن تلبيته من اشخاص بعدد البشر و بطرق بعدد البشر .. اني اعرف احتياجاتي الملحة ، اني احترم احتياجي و احبه و ماحسش بعار منه ، اني اشوف جمال نفسي في محدوديتي و احتياجي لربنا و لغيري اللي فيه نفحة من ربنا برضه ،، التراحم علمني ده ! سر اكتمالي في احتياجي .. احتاج لغيري فأتواصل معاه ، غيري يحتاجني فيتواصل معايا ، سر من اسرار الكون ، و بما اننا مجرد تجسيد لنفحة من روح ربنا عالأرض فلما نتواصل برحمة مع بعض تتصل ارواح ربنا اللي جوانا فنعيش لحظات نور و شرف و صدق و حياة احتياجي فهمني ان المثالية وهم و ان الكمال لله وحده فمفيش داعي اعيش بجري ورا الوهم ده * في موقف ابني و الميّة : انا محتاجة النظام و النظافة و المساعدة و ابني محتاج التعلم و الاكتشاف (احتمال) **** و بالمناسبة الاحتياجات عند ابني و عندي لا تقل اهمية عن بعضها بالنسبة لكل حد فينا !

الطلب : request

همزة الوصل ، البوابة لعالم جديد رحيم الطلب في التراحم له شروط بتسهله عليا و على اللي بطلب منه علشان ما يبقاش تقيل عليا و عليه شروط الطلب في التراحم اللي انا بحاول اراعيها شخصيا : * انه يكون قابل للتنفيذdoable action * حالا * واضح و مش غامض ( ماقولش حبني ، افهمني ، قدرني ) مش بالنفي ***** من القلب و ممكن اعبر عن ده اني اقول ( لو حابب لو من قلبك (الطلب لو اتلبى في التراحم بتبقى خطوة توصلني للامتنان ان احتياجي اتلبى و ده خلاني احس مشاعر مفرحة (تراحم) الطلب لو ماتلباش في التراحم بتبقى خطوة هتوصلني برضه للامتنان !! لأن في التراحم انا. ببقا حقيقي فهمتن للي قدامي انه كان حقيقي معايا و مانفذش طلبي خوفا مني او علشان يرضيني فهبعد عن اي شبهة نفاق في علاقتنا ،، في التراحم فيه مفهوم ( كل لأ بتتقال ليا قصادها نعم بتتقال لاحتياج عند الآخر ) و هنا المفاجأة ؟! اللأ ليا هتخليني افكر في احتياجه اللي منعه ينفذ طلبي ، هتخليني اسأله ، هتخليني اتعاطف معاه و ممكن اتواجد و ألعب جولة تراحم جديدة بس المرة دي ندور فيها سوا على طريقة تلبي احتياجاتنا احنا الاتنين سوا!!!!!! شفتم جمال اللأ في التراحم ! اني اقبل الرفض و امتن ليه و احتفل بيه كمان ده مفهوم جديد بنتعلمه في التراحم ، مفهوم بيوصلني للقبول ، قبول اللي قدامي بكل ما فيه مش علشان بيلبيلي طلب او احتياج ، و ده بيغير ، عن تجربة بيغير ،، قبول الرفض بيخليني اشوف جمال اللي قدامي في احتياجه ! قبول الرفض بينقلني لمرحلة تانية في التراحم و هي المواجدة (التفهم والتعاطف-المشاركه الوجدانيهempathy ) و مساعدته انه يلبي احتياجه هو كمان ، الرفض بيخليني اكرر طلبي، او اراجع طريقة طلبي او اتعاطف انا كمان مع اللي قدامي و جولة التراحم الجديدة يبقا فيها تراحم مع مفسي و معاه ! و كده هعيش جوهر التراحم ( العطاء من القلب و الاستقبال من القلب ) ، استقبالي الرفض بتراحم عطاء ، تلبية احتياجاتنا عطاء ..امتناعي عن الطلب عنف على نفسي و على الآخر لاني بسلب نفسي فرصة و لو واحد في المليون ان احتياجها يتلبى و على الآخر اني بعتبره ساحر هيعرف احتياجي و طلبي و ينفذهم من غير ماطلب .. طلبي الرحيم لو ماتعملش بشروطه تلقائيا هيقلب لطلب ملتوي اللي هو ممكن يكون في صورة زعيق ، عياط ، سكوت ، لوي بوز * في موقف ابني و كوباية الميّة ممكن اصيغ طلبي : ممكن لما تمسك المباية تثبت ايدك في وضع تكون فيه فتحة الكوباية لفوق علشان الميّة تفضل في الكوباية و ماتنزلش عالأرض ! * طلبي هو الطريقة اللي بنقل بيها احتياجي الروحي لشئ مادي ملموس و محسوس بجسمي (اشوفه اسمعه ، المسه او احسه )

الامتنان :gratitude

الخطوة الأخيرة في الجملة الرحيمة ،، من الامتنان ، اللي قدامي بيعرف هو حرك ايه فيا ، هو خلاني اعيش ايه سواء نفذ طلبي او لأ ! الامتنان مطلق و ده بيبعدني عن اي شبهة نفاق في العلاقة لانه بيخلي اللي قدامي واصل له انه مقبول عندي مش لشئ غير لشخصه هو لو طلبي اتنفذ همتن بإني اقول ،، لما عملت كذا انا حسيت بكذا لأن كان عندي احتياج كذا ،، ممنون الجملة هتحسسه هو اد ايه اثر فيا و هو اد ايه ممكن يثري الحياة و الكون و ده جميل مفيش اختلاف عليه ! لو طلبي ماتنفذش هقول ممنون انك ما عملتش طلبي من ورا قلبك ! و ده صادم ، هيخليه يفكر : ايه ده ؟ هو فيه كده ؟! هو انا مقبول اوي كده ؟ هو انا متشاف كده ؟ و عن تجربة مجرد قبولي الشخص اللي قدامي بيغيره ! القبول بيغير لا محالة ! القبول بيفتح بيبان اتقفلت سنين و يهد جدران و يطبطب عالقلوب ! و اللي بيتقبل بيتراحم من غير ما يحس لانه اتشال من على كتافه هم اني لازم امشي على مزاج اللي بتعامل معاه و التراحم بدل ما يبقا رايح بس يتقلب رايح جاي.

المراجع

https://www.facebook.com/NVCEGYPT/posts/805976439561104/