تُعد بيئة الفصل المعكوس نموذجاً تربوياً يتم فيه عكس عملية التعلم حيث إن الأحداث التعليمية التى كانت تتم فى داخل الفصل أصبحت تتم فى خارج الفصل والعكس، فهى تشمل استخدام التقنية الإلكترونية للاستفادة من التعلم في العملية التعليمية، بحيث يمكن للمعلم قضاء مزيد من الوقت في التفاعل والمناقشة مع التلاميذ في الفصل بدلاً من شرح الدروس، حيث يقوم التلاميذ بمشاهدة عروض فيديو قصيرة للدروس في المنزل، ويبقى الوقت الأكبر لمناقشة المحتوى في الفصل تحت توجيه المعلم، وبذلك يكون التلميذ هو محور العملية التعليمية وليس المعلم، فالتلاميذ يقومون بنشاط المشاركة في بناء المعرفة كما يشاركون في تقييم تعلمهم بطريقة ذاتية، وتتفق بيئة الفصل المعكوس مع أفكار النظرية البنائية، حيث إن التعلم البنائي يبنى فيه كل فرد معرفته عن العالم بطريقة ذاتية تعطى له معنى، ويصوغ المعلم فيه أنشطته وعروضه وفق الأنماط والذكاءات المتعددة، فيتميز التعلم ومخرجاته بالذاتية ففى بيئة الفصل المعكوس يكون الدور الأكبر للمتعلم في تطبيق ما تعلمه نظرياً – عن طريق مشاهدته أو استماعه للدروس في المنزل – عملياً داخل غرفة الفصل، ومن هنا تعددت تعريفات بيئة الفصل المعكوس.
ماهية ومفهوم بيئة الفصل المعكوس
حيث عٌرِفت بأنها: "حالة يتم فيها توظيف التكنولوجيا المناسبة والمتوفرة من أجل تحسين تحصيل الطلبة وإثراء العملية التعليمية".
وأيضاً عُرِفت بأنها: "استراتيجية تعكس طريقة التعلم، حيث إنه ما كان يؤدى في الفصل بصورة نمطية أو تقليدية أصبح الآن يؤدى في المنزل، وما كان يؤدى – كذلك – بصورة نمطية في المنزل كتعيين أو واجب منزلي، أصبح يتم الآن في الفصل.
كما عُرِفت بأنها: "استراتيجية تعلم وتعليم مقصودة توظف تكنولوجيا التعليم (الفيديو وغيرها) في توصيل المحتوى الدراسي للمتعلم قبل الحصة الصفية وخارجها لتوظيف وقت الحصة لحل الواجب المنزلي والممارسة الفعلية للمعرفة عبر الأنشطة النشطة المختلفة، مع إمكانية تفعيل الوسائط الاجتماعية في التعلم، وهو أحد أنواع التعلم المزيج".
وعُرِفت أيضاً بأنها: "التحول المتعمد للمحتوى الذي بدوره يساعد التلاميذ على التحرك والعودة إلى مركز التعلم بدلاً من المنتجات من التعليم".
مميزات بيئة الفصل المعكوس.
تمتاز بيئة الفصل المعكوس بأنها تخلق فرصاً فردية للتعلم، حيث إنه يتم عرض المادة التعليمية للتلاميذ عبر الإنترنت، وهذا يعني أنه يمكن الوصول إلى المعلومات في الوقت والمكان الذي يختارونه، حيث تستخدم الدروس المسجلة بالفيديو، والتي يمكن إيقافها وإعادة عرض الأجزاء المراد مشاهدتها، كذلك يمكن للتلاميذ التحرك عبر المواد الدراسية حسب رغبتهم، كما يسمح للتلاميذ بالوصول إلى المواد التعليمية المرفوعة على الإنترنت بشكل متكرر، وتتمثل أبرز مميزات بيئة الفصل المعكوس فيما يأتي:
- المرونة والفاعلية ومساعدة التلاميذ المتعثرين أكاديمياً، حيث إن الآلية التي يقدم فيها المحتوى التعليمي من خلال فيديوهات تعليمية ترفع على الإنترنت تعطي الفرصة والمجال للتلاميذ الذين لديهم ارتباطات كثيرة أن يستفيدوا من ذلك، ويعمل ذلك على الخروج من الصورة النمطية المملة بالنسبة لبعض التلاميذ من خلال تنويع النشاطات والاهتمامات وتنميتها لديهم.
- التماشي مع متطلبات ومعطيات العصر الرقمي، فطالب العصر الرقمي اليوم متصل بشكل شبه دائم بالإنترنت من خلال الأجهزة المختلفة(كالهواتف الذكية، وأقراص وأجهزة الكمبيوتر المحمولة)، وبذلك يصبح لديه معرفة بالتعلم الرقمي بشكل تلقائي وطبيعي، فالتكنولوجيا الحديثة هى لغة المتعلمين في العصر الحالي.
- مساعدة التلاميذ من كافة المستويات التعليمية على التفوق وبخاصة من ذوي الحاجات الخاصة، فالتلميذ من ذوي الحاجات الخاصة على سبيل المثال ممن لديهم صعوبات تعلم يستطيع إعادة شرح المادة مرة بعد مرة حتى يتقن المحتوى المقرر.
- بيئة تعليمية تحفز مشاركة التلاميذ فى تبادل المعلومات فيما بينهم من خلال تنمية مهارات التفكير العليا، ومهارات العمل الجماعي، ومهارات حل المشكلات.
- زيادة التفاعل بين المعلم والتلميذ، فالتفاعل بين المعلم والتلميذ داخل بيئة الفصل المعكوس يتوسع بشكل كبير ليشمل وقت الحصة الصفية وكذلك خارجها، وأيضاً التركيز على مستويات التعلم العليا، فقرب المعلم من جميع التلاميذ في بيئة الفصل المعكوس يتيح له المجال لتشخيص حالة كل تلميذ على حده وبالتالي الوصول بكل تلميذ إلى مستويات تفكير أعلى وإلى تعلم أكثر ثراءً.
- بيئة الفصل المعكوس تراعي الفروق الفردية لاحتياجات التلاميذ المختلفة أى أنها تسمح لكل تلميذ بالتعلم بطريقة ذاتية وتحمل المزيد من المسؤلية عن العملية التعليمية الخاصة بهم، حيث إنه يمكن للتلاميذ أن يوقفوا الشرح على شريط الفيديو، وأن يعيدوا إدارة الشريط وعرضه مرة أخرى، وأن يتأكدوا تماماً أنهم تعلموا المفاهيم المهمة بالفعل.
- بيئة الفصل المعكوس تعلم الوالدين فهناك العديد ممن أحبوا شرائط الفيديو التي أعدت للتلاميذ حيث إنهم يساعدون أولادهم في التعلم من خلال الاستماع والمشاهدة معهم، وبذلك تجعل الفصل أكثر وضوحا وشفافية.
- بيئة الفصل المعكوس تقنية رائعة بالنسبة للمعلمين المتغيبين عن الصف الدراسي، فإن غياب المعلم لا يقف أمام التلاميذ عن الإلمام بالمنهج ومتابعة المقرر حيث يستطيع التلاميذ الحصول على الدرس نفسه في اليوم المحدد لذلك من دون التأثر بغياب المعلم، وأيضا تمكن من غاب من التلاميذ لأي سبب عن المدرسة من المحتوى عبر أشرطة الفيديو.
- تساعد بيئة الفصل المعكوس على توافر المعلومات التي في محتوى الفيديو حتى وقت الاختبار، وهذه لا توجد في الفصل التقليدي فالتلميذ لا يحصل على شرح المعلم عند الاختبارات.
التحديات التى تواجه بيئة الفصل المعكوس.
بالرغم من المميزات العديدة التي تم ذكرها سابقًا، إلا أن استخدام بيئة الفصل المعكوس في العملية التعليمية تواجه العديد من المشكلات، ويمكن توضيح التحديات التي تواجه بيئة الفصل المعكوس وكيفية التغلب عليها، فيما يأتي:
- عدم تطبيقه عندما لا تتوافر التقنيات الحديثة لدى المعلم أو التلميذ، حيث إن بيئة الفصل المعكوس حالة يتم فيها توظيف التكنولوجيا المناسبة والمتوفرة من أجل تحسين تحصيل التلاميذ وإثراء العملية التعليمية، فتوفر التكنولوجيا المناسبة لتبني التعلم المعكوس قد تكون من القضايا الأساسية في نجاح أو فشل هذا النوع من التعلم، إلا أن التكنولوجيا الحديثة نفسها توفر حلولاً أخرى للتغلب على مثل هذه المشكلات، فإذا كان الوصول إلى المحتوى الدراسي الذى وضعه المعلم على الإنترنت مشكلة أمام التلميذ، فإنه يمكن إعطاء التلاميذ المحتوى على أقراص مضغوطه(CD, DVD) أو غيرها بحيث يطلع عليها التلاميذ دون الحاجة الى الإنترنت.
- ضرورة التغيير فى فهم وعقل المعلم الذي يجد صعوبة فى التخلي عن جزء كبير من"الأنا" إلَا أن الفصل المعكوس هو عكس لنظام التعلم بحيث يكون التلميذ هو محور العملية التعليمية وأن دور المعلم هو الموجه والمرشد، حيث إن المعلم لا يعد هو مصدر المعرفة الوحيد للتلميذ، ولكن أصبح مصدرا من المصادر الكثيرة والمتعددة من الممكن أن يرجع إليها للحصول على المعرفة والمعلومات المطلوبة.
- ضرورة امتلاك المعلم للمهارات الخاصة بالتعامل مع التطبيقات التكنولوجية المستخدمة لكي يتمكن من إنتاج مواد بيئة الفصل المعكوس، ويحتاج ذلك من المعلم التدريب على البرامج وطريقة توظيفها فى بيئة الفصل المعكوس، وأيضا يحتاج تحمس وجهد إضافي من المعلم والمؤسسة التعليمية فى تبنى مثل هذا النوع من التعلم.
- ضرورة تقبل التلميذ لتحمل مسئولياته في التعلم والتخلي عن اعتماده الكامل على المعلم كما تعود في التعلم بالطريقة التقليدية، ويتم التغلب على هذا النوع من العقبات من خلال توضيح وشرح هذا الأمر للتلاميذ والاستماع إلى استفساراتهم حول هذا النوع من التعلم فعلى المعلم تبرير الانتقال إلى هذا النوع بدلا من التعلم التقليدي المعتاد، وما الفائدة من ذلك؟.
- إذا لم يتم مشاهدة شرح المادة التعليمية قبل الحضور إلى الفصل تصبح الأنشطة التطبيقية التي يقوم بها التلميذ غير ذي معنى لديه، وفي بعض الأحيان قد لا تكون لدى التلميذ القدرة على المشاركة والتفاعل بشكل كامل في الأنشطة داخل الفصل، وهنا يظهر دور المعلم للتغلب على هذا النوع من التحديات من خلال إثارة دافعية التلاميذ وتحفيزهم على مشاهدة الدرس قبل الحضور إلى الفصل من خلال تقديم المحفزات المعنوية والمادية كتخصيص علامات لذلك.
- نظرة المعلمين أحياناً إلى هذا النوع من التعليم أنه عبء إضافي عليهم، فالبعض قد يكون لديه مشكلات شخصية تمنعه من التركيز في عملية التعلم، وأيضاً قد يكون بسبب عدم وجود خلفية معرفية أساسية لطبيعة هذا التعلم، ويمكن التغلب على هذا النوع من المشكلات من خلال استعانة المعلم بالفيديوهات التى تم تسجيلها من قبل معلمين أكثر كفاءة.
- التلاميذ الذين أتموا دراسة الموضوع قبل الحضور إلى الفصل غير قادرين على طرح الأسئلة مما قد يؤدى إلى الشعور بالإحباط لدى بعض التلاميذ الذين يحتاجون للإجابة على أسئلتهم بشكل فورى، ويتم التغلب على هذا النوع من التحديات من خلال تقديم الدعم الإلكترونى المناسب كغرف الحوار والدردشه.
مراحل التدريس وفق بيئة الفصل المعكوس.
يمكن تقسيم مراحل وإجراءات التدريس وفق بيئة الفصل المعكوس إلى مرحلتين رئيسيتين، وهما كالآتي:
- المرحلة الأولى (المنزلية): اكتشاف المفهوم وإيجاد المعنى:
أدوات هذه المرحلة مشاهدة الفيديو فى المنزل، حيث يقوم التلميذ بمشاهدة الفيديو الذي أعده المعلم لاكتشاف المفهوم، ويقوم بتكرار المشاهدة وذلك للمراجعة وبناء المناقشة التفاعلية والمفهوم، فعقب مشاهدة الفيديو تتم المناقشة الجماعية أو الفردية إذا رغب التلميذ، باستخدام أحد وسائل التواصل الاجتماعى " Social Media" ويعوض عنها إذا كان الموقع أو الفيديو تفاعلي.
- المرحلة الثانية: التطبيق وبناء الخبرة وإنتاج المعرفة:
وتتمثل هذه المرحلة في ممارسة الأنشطة الصفية، وتطبيق المفاهيم التى تعلمها التلميذ من الفيديو فى الحصة من خلال أنشطة التعلم النشط والمشاريع وتقديم التعزيز اللازم للمجموعات والأفراد وبذلك يتم استغلال وقت الحصه بطريقة تشويقة وجذابة تزيد دافعية التلميذ للتعلم حيث أنه يكون هو محور العملية التعليمية ويكون المعلم هو الموجه والمرشد له، فعكس مهام الفصل الدراسي هو بيئة تفعل على مرحلتين ومكانين (الأول خارج الفصل الدراسي، والثاني داخله)، ولكل مرحلة طبيعتها وخصائصها وأنشطتها التي تناسب الهدف والنتيجة المخطط لها.
الفرق بين التعلم فى الفصل التقليدي والتعلم فى بيئة الفصل المعكوس.
الفرق بين خطوات التعلم التقليدي وخطوات التعلم المعكوس تكمن فى تغير دور كل من المعلم والتلميذ، كالتالي:
- فى التعلم التقليدي يقوم المعلم بشرح المادة التعليمية خلال الحصة الصفية، بينما فى التعلم المعكوس يقوم التلميذ بمشاهدة الفيديو التعليمي الذي وضعه المعلم قبل الحصة.
- فى التعلم التقليدي يدون التلميذ ما يقوم المعلم بشرحه ويكتب الأسئلة المراد حلها فى المنزل، بينما فى التعلم المعكوس يدون التلميذ ملاحظاته بعد مشاهدته للفيديو التعليمي فى المنزل.
- فى التعلم التقليدي يذهب التلميذ إلى المنزل ليقوم بالإجابة عن الأسئلة وتطبيق النشاطات، بينما فى التعلم المعكوس يحضر التلميذ إلى الحصة ويجيب عن الأسئلة والنشاطات بمساعدة المعلم ويتشارك مع زملائه الآخرين.
أثر تقديم تغذية راجعة فورية في بيئة الفصل المعكوس على تحصيل التلاميذ.
إن تقديم تغذية راجعة فعالة وفي الوقت المناسب يمكن أن يكون له أثر فعال في تحصيل التلميذ، حيث إنه يتم تقديم تغذية راجعة فورية من المعلم للمتعلم، فهي تعد عنصراً أساسيًا في نموذج الإجادة للفصل المعكوس؛ لأنه ينبغى على التلاميذ الوصول إلى مستوى الإجادة للأهداف التعليمية المطلوبة، قبل الانتقال إلى دراسة الوحدة التالية فالتغذية الراجعة الفورية تساعد التلاميذ على تحديد مناطق المفاهيم غير الصائبة في أدائهم.
ومن جانب آخر بيئة الفصل المعكوس تعتمد على مبدأ نقل المعلومة للتلميذ ثم مساعدته على الربط بين المعلومات وخبراته السابقة وتنظيمها لسهولة استرجاعها فيما بعد، فتطبيق التلاميذ لما تعلموه من معرفه ومفاهيم من خلال الفيديوهات التعليمية داخل الغرفة الصفية مع وجود المعلم والتلاميذ الآخرين أثناء التطبيق يوفر لهم تغذية راجعة مباشرة أثناء التطبيق، ولجعلها فعالة يجب أن تكون فورية بمعنى أن يحصل عليها التلميذ أثناء القيام بالنشاط ولا يتم تأخيرها؛ لأن ذلك يفقدها معناها.
ومن هنا يتضح أنه من شروط التغذية الراجعة الفعالة أن تحدد للمتعلم الهدف المتعلق بالمهمة التي أخفق فيها، وإعطاء المتعلم عناصر محددة لمساعدته، وتحديد مسئولية المتعلم وتعزيز جوانب القوة وتأكيدها، وتتيح للتلميذ القيام بدور إيجابي في تقييم مهاراته المعرفية والأدائية، ومشاركة المعلم بوضع معايير تقويم الأداء، ونلاحظ أيضاً أنه في حالة تقديم تغذية راجعة فورية في بيئة الفصل المعكوس يساعد التلميذ على أن يكون له دور إيجابي في تقييم أدائه، وبالتالي يستوعب المفاهيم التي تزيد من تحصيله، وأيضاً أحد الحلول التقنية لتنمية الدافعية ومهارات التعلم الذاتي لدى المتعلم.
إبتسام سعود الكحيلي (2015). فاعلية الفصول المقلوبة فى التعلم. المدينة المنورة: مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع.
إبراهيم عبد الوكيل الفار (2015). تربويات تكنولوجيا العصر الرقمي.طنطا: الدلتا لتكنولوجيا الحاسبات.
جوناثان بيرجمان، وآرون سامز (2012). الصف المقلوب: الوصول كل يوم إلى كل طالب فى كل صف. الرياض: مكتب التربية العربي لدول الخليج. الرياض.
جوناثان بيرجمان، وآرون سامز (2014). التعلم المقلوب بوابة لمشاركة الطلاب: الكتاب المرافق للصف المقلوب. الرياض: مكتب التربية العربي لدول الخليج.
عاطف أبو حميد الشرمان (2015). التعلم المدمج والتعلم المعكوس. عمان: دار المسيرة.
Jenny Moffett& Alieen C Mill (2014). Evaluation of the flipped classroom approach. AAnA Journal, Aug 2014,vol82 issueu, p264-269. Avalibele at: http://content.epnet.com/contentserver.asp
Siti Halili & Zamzami Zainuddin (2015). Flipping the classroom: What We Know and What donot. The online journal of Distance Education and e-learning, January 2015 volume 3, issue 1.pp 28-35. Avaliable at:
http://www.taidel.net/pdf/v03i01/v03i01-04.pdf .
Shapiro, A. M (2008). Hypermedia Design as Learner Scaffolding. ETR & D, 56(1).