لمحة تاريخية عن مفهوم الفروق الفردية

  • وضع أفلاطون ضمن أهدافه الأساسية في جمهوريته المثالية كل فرد في عمل خاص يناسبه.
  • ينظر أفلاطون للعدالة على أنها قيام كل طبقة في الدولة بما هيئت له وما خلقت له فطرياً.
  • لم تمهل عبقرية أرسطو الاختلافات الفردية فقد فاض في مناقشة الفروق بين الجماعات .
  • أهملت الحركة المدرسية في العصور الوسطى الفروق الفردية.
  • الصور المختلفة لنظريات الارتباطيين التي انتعشت من القرن 17 إلى القرن 18 تهتم كثيراً بالفروق الفردية.
  • في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 ظهر في كتابات جماعة من التربويين الطبيعيين مثل: (روسو) و(بستالوزى) و(هربارت) و(فروبل) انتقالا واضحاً نحو الطفل.
  • اعتقد (روسو) أن الطفل لديه قدرات فطرية عند الولادة, وأن الإنسان يجب أن يحترم النمو الطبيعي لهذه القدرات.
  • أدرك علماء المسلمين أهمية الفروق الفردية وقد ظهر هذا واضحاً في كتاب (المدينة الفاضلة) للفارابي, كما جاء على لسان الأصمعي: (لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإن تساووا هلكوا).
  • من الملاحظ أن حركة قياس الفروق الفردية لم تبدأ على أيدى رجال علم النفس ولكن بدأت على أيدى علماء الفلك, ومما يذكر في هذا الموضوع أنه حدث في عام 1796م أن طـُرد مدير مرصد (رويال) بجرينتش مساعد (كينبروك) من وظيفته بسبب الفرق الثابت في 18 ثانية بين ملاحظاته لمسار النجوم وملاحظات رويال لها, وقد أرجع مدير المرصد هذه الفروق إلى عجز (كينبروك), وفي عام 1816م قرأ الفلكي (بيزل) عن هذه الحادثة فاهتم بدراستها واهتم بمقياس ما عرف بعد ذلك باسم (المعادلة الشخصية للملاحظين المختلفين), وفي هذا اعتراف بأن الذى كان يعتبر خطأ في حادثة جرينتش إنما هو مظهر من مظاهر الفروق الفردية, وقد أدى هذا الحادث التاريخي إلى اهتمام الباحثين في النصف الأول من القرن الـ 19 بقياس الفروق الفردية.
  • أنشأ (فونيت) أول معهد في على النفس في ليبزج عام 1879م, وجاء بعد فونت تلميذه العالم البيولوجي (فرانسيس جالتون) في شق الطريق لحركة قياس الفروق الفردية على أسس سليمة.
  • اهتم جالتون بالبحث في الوراثة والعوامل الوراثية إلا أنه تبين من خلال أبحاثه حاجاته إلى قياس المميزات التى يتشابه ويختلف فيها الأقارب.
  • كان من آثار (جالتون) إعداد عدد كبير من الاختبارات العقلية التي لا زالت تستخدم حتى اليوم.
  • في سنة 1889م أنشأ (جالتون) معمل لقياس المتغيرات الإنسانية وفيه أمكنه قياس حدة البصر والسمع والقوة العضلية وزمن الرجع ووظائف حسية حركية بسيطة أخرى, ثم جمع أول وأضخم مجموعة من البيانات عن الفروق الفردية في العمليات النفسية البسيطة.
  • كان لـ (جالتون) الريادة في تطبيق مناهج الاستبيان والمقياس المتدرج, وكذلك في استخدام منهج التداعي الحر, وله جهد مشكور في تطير الطرق الإحصائية لتحليل البيانات.
  • أكمل (جيمس ماكين كاتل) دراسة الفروق الفردية في زمن الرجع وتعاون مع (جالتون).
  • في عام 1895م نشر (بينيه) و(هنرى) مقالة بعنوان (علم النفس الفردي) قدما فيه أول تحليل منظم لأغراض ومجال ومناهج علم النفس الفارق.
  • في عام 1900م ظهر كتاب (علم النفس الفارق) لشترن.
  • في الفترة ما بين الحربين العالميتين تقدمت حركة قياس الفروق الفردية, فلم تعد قاصرة على قياس الفروق الفردية في الذكاء ولكنها امتدت إلى الفروق الفردية في القدرات الخاصة.

    أهمية دراسة علم النفس الفارق

    يعتبر علم النفس الفارق من أهم فروع علم النفس التي تهم المدرسين والعاملين في المجال التربوي, فالمجال الرئيسي لهذا الفرع هو (البحث الكمي للفروق الفردية في ظواهرها السلوكية) وتفسير هذه الظواهر تفسيراً علمياً سليماً, ولذلك تكمن أهمية علم النفس الفارق بداية في إعطائنا الإمكانية على التشخيص, والقدرة على معرفة مدى التجانس ومدى الاختلاف بين الأفراد أو بين الجماعات.

    طبيعة الفروق الفردية والاهتمام بدراستها

    من الواضح أن الأفراد لا يختلفون فقط في الخصائص الطبيعية, بل أنهم يختلفون كذلك في خصائص الشخصية بما تشمله من قدرات عقلية أو سمات وجدانية أو مهارات حركية, وإذا استثنينا التوائم المتماثلة وبعض الحالات القليلة جداً, فإننا عادة لا نجد صعوبة في التمييز بين أي إثنين من الأفراد.

    ومن المعروف منذ زمن طويل أن الوظائف الحسية والحركية تختلف بدرجة كبيرة بين الأفراد, حتى في الأزمنة القديمة, كانت هناك فروق بين الإنسان البدائي وبعض الحيوانات في القوة والسرعة.

    مبادئ التعامل مع الفروق الفردية

    تعتمد الفروق بين الأفراد, وخاصة بين التلاميذ على عدة مبادئ أهمها:

    1. أن وجود فروق فردية بين التلاميذ أمر طبيعي, وهذه الفروق تشمل نواحي شخصيته المختلفة (الجسمية والعقلية والمزاجية والاجتماعية... إلخ).
    2. أن بعض هذه الفروق تغلب عليها (الصفة الوراثية), وبعضها (يتأثر أكثر بالبيئة) والظروف الاجتماعية المحيطة بالفرد, ومعظمها يتداخل فيه عاملا (الوراثة والبيئة) التي يمكن أن نخضعهما للتغيير والتأثير في الصفة المراد تعديلها تبعاً للتغيير الحادث.
    3. أن وجود فروق بين الناس في الخصائص العقلية أو المزاجية أو الجسمية أو غيرها لا يعنى وجود أو عدم هذه الخصائص عند فرد ما, فليس هناك إنسان معدوم الذكاء أو إنسان كامل الذكاء وإنما تقاس هذه الفروق على طول مقياس لأى خاصية من خصائص السلوك.
    4. أن وجود الفروق الفردية يساعد على تحسين الحياة وسيرها السير الطبيعي, فالحياة لا يمكن أن تقوم إذا كان الناس جميعاً من درجة ذكاء واحدة, كما أن الذكاء ليس وحده الشرط الوحيد للنجاح في الحياة.
    5. أن وظيفة التربية والمدرسة أن تتعرف على الفروق بين التلاميذ, وأن تكشف عن المواهب والاستعدادات وتعمل على نموها إلى أقصى حد ممكن.

      أهمية دراسة الفروق الفردية

      1. تساعد في التعرف على الاستعدادات الكامنة لدى أفراد الفئات الخاصة ومن ثم التركيز عليها ومراعاتها.
      2. تساعد المعلم والقائمين على التعليم على تكييف المناهج وطرق وأدوات وأهداف التدريس بما يراعى استعدادات وقدرات التلاميذ وحاجاتهم الأساسية في كل مرحلة من مراحل التعليم.
      3. تساعد على فهم وإبراز ما لدى التلاميذ من قدرات واستعدادات وميول دراسية أو مهنية مما يساعد على توجيههم توجيهاً يتناسب معهم.
      4. التعرف على طبيعة الأنماط السلوكية ومسبباتها.
      5. التعرف على الأداء أو السلوك المتوقع للفرد في المواقف المختلفة مما يمكننا من الحكم المسبق على إمكانية نجاح الفرد أو فشله مما يساعد على الاختيار السليم للفرد ووضعه في المكان المناسب له.
      6. تساعد على التعامل مع الأفراد كل وفق سماته المميزة له.

        تعريف الفروق الفردية

        هي مدى اختلاف الإفراد فيما بينهم في السمات المقاسة أو القابلة للقياس...... كما يقصد بها إحصائياً درجة الانحراف عن المتوسط في السمات المقاسة أو القابلة للقياس.

        تصنيف المظاهر العامة للفروق الفردية

        يصنف كرونياك المظاهر العامة للفروق الفردية في الشخصية إلى فئتين هما:

        1. الفروق الفردية في الأداء الأقصى: وهى أن يؤدى الفرد أفضل أداء ممكن قدر استطاعته.
        2. الفروق الفردية في الأداء المميز: وهى ما يؤديه الفرد بالفعل وطريقة أدائه.

        الأنواع الرئيسية للفروق الفردية

        1. الفروق بين الأفراد: وهى تعنى اختلاف الأفراد بعضهم عن بعض من حيث قدراتهم وسماتهم.
        2. الفروق في ذات الفرد: وهى تعنى اختلاف قدرات الفرد الواحد من حيث القوة والضعف.
        3. الفروق في المهن: حيث تتطلب المهن المختلفة مستويات مختلفة من القدرات والاستعدادات والسمات.
        4. الفروق بين الجماعات أو الأجناس: حيث تختلف الجماعات في خصائصها ومميزاتها المختلفة فهناك فروقاً بين جوانب الحياة النفسية من كل من الجنسين وبين الجنسيات المختلفة وبين الأعمار المختلفة

        الخصائص العامة للفروق الفردية

        1. عمومية الفروق الفردية: حيث أن الاختلافات الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية.
        2. الفروق الفردية فروقاً كمية وليست نوعية: حيث أن جميع القدرات متوفرة في كل فرد وأن الفرق ينحصر في مقدار توافر القدرة أو السمة في كل فرد.
        3. مدى الفروق الفردية يتأثر بمتغيرات القياس: المدى هو الفرق بين أعلى درجة لوجود أى سمة أو قدرة وأقل درجة لها مضافاً إليها واحد صحيح, ويختلف المدى من قدرة إلى أخرى ومن سمة إلى أخرى.
        4. يتأثر مدى الفروق الفردية بالنوع أو الجنس: يلعب جنس الطفل دوراً هاماً في نشاطه العقلي وذلك لسببين: أولهما أنه من المحتمل أن توجد روابط جنسية في الموروثات تساعد على تحديد مستوى الطفل في القدرات المختلفة, وثانيهما أن الثقافات تختلف في تحديد أدوار كل من الجنسين وما يرتبط بها من قدرات.
        5. تتوزع الفروق بين الأفراد توزيعاً اعتداليا: حيث أن جميع السمات أو القدرات إذا قيست بين مجموعة من الأفراد ممثلة للمجتمع الأصلي, ومثلت درجاتها بمنحنى فإن الفروق الكمية تخضع توزيعها وانتشارها بين الأفراد إلى ما يسمى بالتوزيع الاعتدالي.
        6. معدل ثبات الفروق الفردية: تخضع الفروق الفردية للتغير مع مرور الوقت, على أن مقدار التغير في الفروق الفردية ليس على درجة واحدة في مختلف صفات الشخصية حيث أن معدل ثبات الفروق في الصفات العقلية أكبر من معدل ثبات الفروق في السمات الانفعالية.
        7. تمايز الفروق الفردية وعلاقتها بالعمر الزمنى: حيث تشير الدراسات إلى اختلاف مدى الفروق الفردية في الخصائص الشخصية باختلاف العمر الزمنى فيميل هذا المدى إلى الزيادة مع تزايد العمر الزمنى.
        8. يزداد مدى الفروق الفردية بالممارسة والتدريب: حيث يتأثر مدى الفروق الفردية بالخبرة والتمرين والتدريب, فتزداد التباينات بين الأفراد من خلال برامج التدريب والخبرات التي يمرون بها.
        9. الأسرة والمدرسة لها دور في تشكيل الفروق الفردية: لا يقتصر الأمر بالنسبة للأسرة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي للوالدين بصفة خاصة, ولكن المناخ الانفعالي والدفء الوجداني الذى يسود الأسرة من أهم عوامل تنمية خصائص الشخصية السوية.

        أسباب الفروق الفردية:

        الهجرة الانتقائية: وهى أن الأفراد الأكثر ذكاء يهاجرون إلى الطبقات الاجتماعية الأعلى أو المجتمعات الأكثر تقدماً وتحضراً من خلال ما يسمى بالحراك الاجتماعي.

        المؤثرات البيئية: وهى أن المؤثرات البيئية تؤدى إلى إتاحة الفرص الأفضل لأولئك الذين يعيشون في الريف أو في الجنوب أو في المستويات الاقتصادية والاجتماعية الأقل.

        التحيز الاختباري: وهى أن جميع اختبارات الذكاء تستخدم محتوى ومعلومات أكثر معايشة لأطفال الجماعات الأكثر تحضراً وتقدماً.

        المراجع