الإنطباعات الأولى تدوم. كنت في وقت بعيد.. عندما كنت في العشرين من عمري.. أو بعد ذلك بقليل أعرف أشخاص ينتمون إلى معضلة الانطباع الأول..كما قرأتها يا عزيزي معضلة.. فأنا أعتبرها معضلة فهل لك رأي آخر؟ ولماذا قلت معضلة.. لأن صاحب هذا المرض أحياناََ كثيرة يقدس رأيه بل ويكاد يدافع عنه حتى يستميت أو يموت أو يأتيه اليقين..أراك يا عزيزي القارئ تطلب مني بعض الأمثلة.. الأمثلة عديدة يا صديقي أنت فقط لاتضرب عيناك أسفل المقال.. لكي تعرف الأمثال.. أنتظر سأقول لك.. أم إنك أخذت عني إنطباع أنت الآخر وهو أني في قصصي أقسمها إلى أجزاء.. أليس كذلك؟.. المهم تجد الكثير من أصحاب هذا المرض اللعين قبل أن يراك وقد سمع عن البلد التي أتيت منها يعاملك مثلاََ..وكأن البلد كلها شخص واحد.. لو كنت من بلد يقال عنها إنهم بخلاء.. يا ويلك حتى إن كان هذا الرجل كريم.. كلما اغدق عليك من كرمه.. تقول له مع إنك من البلد الفلانيه إلا إنك كريم ويبدو عليك الإندهاش.. ولا تضع احتمال واحد في المليون انه كريم فعلاََ وان البلد الذي اتي منها.. ليس لها أية علاقة به وبسلوكه..والا كيف يعيش شعب كامل من البخلاء مع بعضهم..اذكر عندما كنت مهندساََ صغيراََ وكنت اعمل في بلد ومغترب عن الأسرة..وكنت أعيش في إستراحة المهندسين.. وكان يرافقني في الحجرة مهندس يكبرني بعدة سنوات.. المهندس أشرف زهير.. كان يعرف زميل له من دفعته في الكليه من القاهرة.. كان هذا الصديق كاذب في معظم حكاويه مع زهير..ولكن زهير الرجل المتعلم الفطن ال ال...أصبح اي شخص من القاهرة يعتبره كاذب..وأذكر إنني عانيت معه كثيرا ولم يقتنع اساساََ كنت في عينيه كاذب .. كنت كلما أحكي له حكاية يقاطعني في وسط حديثي ويقول عني كاذب.. وعندما اسأله لماذا أنت لا تعرفني حتى.. يقول كل كائني القاهرة كاذبين.. وعندما علمت السبب الذي ذكرته منذ قليل تعجبت..أتذكر ذات مرة عندما كنت ارتدي ملابسي وأهم بالخروج في نزهه مع زهير رأيته ينظر إلى قدمي بإندهاش..ولما سألته عن سبب تعجبه.. قال لي ما هذا اترتدي جوارب؟ فضحكت جداََ وقلت له هل كان صديقك القاهري هذا لا يرتدي جوارب تحت الحذاء؟ فسكت وضحك ولكنه إلى اليوم مقتنع ان القاهري.. كاذب ولا يرتدي الجوارب.. تلك معضلة يا سادة كما قلت منذ قليل..فلا يجوز وليس من الإنصاف أن نعامل الناس سواسية.. بل يجب أن ننتظر حتى نتعامل معهم وتكثر بيننا المواقف الجيدة والسيئة لكي ننتقي الأصدقاء.. ولا نجعل الأذن تصدق كل ما تسمع..وليس من الدين المعاملة بتلك الطريقة.. طريقة الانطباعات الأولى التي تدوم.. ومنه نظلم البلد كالبلاد الساحلية او المنوفية او دمياط وغيرها وحتى القاهرة وساكنيها التي لا ترتدي الجوارب أسفل البنطال.. من مقال الإنطباع الأول يدوم.

المراجع